رمضان... شهر الإرادة والتغيير.. يكتب عبد العزيز الكندري
زاوية الكتابكتب مايو 31, 2017, 12:30 ص 759 مشاهدات 0
الراي
ربيع الكلمات- رمضان... شهر الإرادة والتغيير
عبد العزيز الكندري
«لا يستطيع أحد العودة إلى الماضي والبدء من جديد، لكن يستطيع كل واحد أن يبدأ من الآن ويصنع نهاية جديدة»... أحمد الشقيري.
رمضان سيد الشهور بلا منازع، وهو أجمل فرصة لنزع الأحقاد من النفوس، والتخلص من الشوائب في القلوب، وأجمل فرصة لكي يرتب الإنسان نفسه من الداخل، فيعيد ترتيب حياته وأولوياته، ويحاسب نفسه محاسبة الشريك لشريكه، ويبحث عن مواطن الخير فيها وينميها، ويعاهد نفسه على تغيير نمط حياته للأفضل، ويضع ويرسم لنفسه الأهداف التي يتمناها ويسعى لتحقيقها.
ورمضان هو شهر الإرادة والتغيير، ليس فقط في ما يتعلق بالصوم، ولكن في العمل على تطوير الشخص لقدراته وفِي تعامله مع الآخرين. وعلى كل مسلم أن يبدأ بتطبيق حسن الخلق، ما يسهم في إحداث تغيير جوهري في حياته خاصة مع تكرار العادة الجيدة لتحل محل العادة القديمة المراد تغييرها، ورمضان فرصة للتغيير للأفضل.
وحتى ننجح في التخطيط لرمضان، فإنه يتطلب تحديد أهداف مكتوبة وعملية وقابلة للتطبيق، والتخطيط يعتمد على ممارسات عدة، وشهر رمضان يمثل أهمية خاصة بالنسبة لتحديد الأهداف والعمل عليها، يعني حدد ما تريد تحقيقه بالضبط ثم اعمل على تحقيقه.
إذن فشهر رمضان يصوم فيه الإنسان لمدة 30 يوم تقريباً... ففي الحقيقة أن الإنسان سيتعود على عملية اتخاذ القرار ومن جانب ذاتي على سبيل المثال، إرضاء لله عز وجل وهذه فرصة سانحة لكل شخص يود أن يغير حياته للأفضل. في رمضان سارع إلى الخيرات، وليكن همك مرضاة الله، فلا يوجد شيء أجمل على النفس من التسامح ولا أحلى من خلق التواضع، التسامح قيمة وفضيلة من أجمل القيم والفضائل، بل قد لا يمكن أن يعيش المرء باستقرار وسلام داخلي من غير تسامح وسلامة صدر وعفو عن الآخرين، وحلول الشهر المبارك فرصة لنغرس بذور التسامح في نفوسنا وننشرها حولنا...
مدرسة رمضان تعلمنا التغيير والتسامح، في زمن نشاهد من يتفنن في زراعة بذور الكراهية عبر وسائل التواصل المختلفة، لدرجة أن أبناءنا تربوا على كراهية الآخر... فكيف سيتعايشون في مقبل الأيام مع بعض؟ وكيف لطفل صغير ان يعرف تفاصيل الطائفية والتعصب ويتحدث فيها؟ من الذي علمه غير الأسرة التي نشأ فيها؟
مدرسة رمضان فتحت أبوابها وهي ما زالت في البدايات، وهي كذلك لمن استعد لها، فقط تفتح أبوابها لشهر واحد ومستمرة من السنة الثانية للهجرة إلى يومنا هذا في السنة التي فرض فيها الصوم، ولكنها تقدم مواد روحانية مكثفة أكثر من أي مدرسة أخرى، ولكن لمن استعد لها الاستعداد الأمثل سواء على المستوى الروحي أو العقلي أو الجسدي.
تعليقات