صناعة الأمل... في «العون المباشر».. بقلم عبد العزيز الكندري

الراي

ربيع الكلمات- صناعة الأمل... في «العون المباشر»

عبد العزيز الكندري

 

«زكاة أموال أثرياء العرب تكفي لسد حاجة 250 مليون مسلم، ولو أخرج هؤلاء الأغنياء الزكاة عن أموالهم لبلغت 56.875 مليار دولار، ولو افترضنا أن عدد فقراء المسلمين في العالم كله يبلغ 250 مليون فقير لكان نصيب كل فقير منهم 227 دولاراً، وهو مبلغ كاف لبدء الفقير في عمل منتج يمكن أن يعيش على دخله». الدكتور عبدالرحمن السميط - رحمه الله

فازت معالي العسعوسي بجائزة «صناع الأمل» وهي مبادرة من نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد، وبسبب أعمالها الخيرية والإنسانية في الجمهورية اليمنية، حيث هاجرت لسنوات عدة واختارت البقاء هناك من أجل تقديم المساعدات للفقراء والمحتاجين وتنوعت هذه الأعمال من عمليات للعيون وتوزيع السلال الغذائية على من يحتاجها. وهي تشغل مديرة مكتب اليمن لجمعية «العون المباشر» التي أسسها المرحوم الدكتور عبدالرحمن السميط.

وهذا الإنجاز بصراحة يٌحسب لجمعية «العون المباشر» ولمجلس الإدارة، الذي أعطى الفرصة للمرأة وبين أن العمل في المجال الخيري والإغاثي ليس حكراً على الرجال، وهي سابقة أظن أنها لم تحدث من قبل الجمعيات الخيرية الكويتية، رغم التحديات التي حدثت أثناء إدارة معالي لمكتب اليمن.

أما عن كيفية دخولها للعمل الانساني في اليمن فتقول معالي: دخولي إلى الجمهورية اليمنية كان عن طريق مشروع تجاري لأحد التجار لتقديم الجدوى ليكون استثماراً نظراً لخبرتي في تنظيم المشاريع وتقييمها، فوجدت الوضع مزرياً للغاية، وكان تقريري للتاجر بعدم جدوى المشروع هناك، وبعدما عدت إلى الكويت قررت السفر مرة أخرى إلى اليمن حتى أقدم أي شيء يمكن أن يساعد الفقراء هناك برغم عدم خبرتي بالعمل الخيري فجربت استخدام فكرة وضع أموال لعمل فرق بحياة الناس وبدأت بتوزيع بعض المساعدات لكن وجدت أن ما دفعته ينتهي بعد انتهاء ما فعلته فبدأت أبحث عن المشاريع الخيرية والإنسانية.

وعن التحديات التي تواجهها أثناء تواجدها في اليمن،تقول معالي أصبت بتسمم نتيجة تناول وجبات غذائية ملوثة بملوثات كيماوية وظللت 3 أسابيع أراجع المستشفيات دون أن أجد علاجاً لأنه لا توجد بالمنطقة التي كنت أقيم بها أي أدوية وأصبت بهبوط وضغط وكنت أعتمد على المغذي، رغم إنني قادرة على شراء الدواء فما بالنا بمن لا يملك قوت يومه في اليمن.

وفي هذه المناسبة،قال رئيس مجلس إدارة جمعية العون المباشر الدكتور عبدالرحمن المحيلان إن فوز مديرة مكتب الجمعية في اليمن معالي العسعوسي بجائزة «صناع الامل» هو فوز مستحق لنموذج متميز للنساء اختار التضحية بكل متع الحياة الاعتيادية لإسعاد الخلق وإننا نفخر بهذا التكريم ضمن مبادرة دولية وتسعدنا قيمته المعنوية التي جاءت لتؤكد سلامة الخط الذي انتهجته في عملها الخيري والإنساني في اليمن للعمل بتجرد لإغاثة المحتاج وتقديم العون للكل دون تمييز لانتماء أو توجه.

وذكرعضو مجلس إدارة الجمعية فيصل الزامل عن هذه المناسبة،بقوله إن تقدير جائزة «صناع الأمل» لمعالي العسعوسي من بين خمسة مرشحين يأتي تسجيلاً لظاهرة جديدة في العمل الإنساني وهو تنامي دورالمرأة العربية والخليجية والكويتية، وهذا الدور ليس جديدا ولكنه انتقل من خلال العسعوسي الى مرحلة متطورة يكون أساسها العمل المؤسسي المستدام القائم على التضحيات اللامحدودة التي جسدتها هذه المرأة المتميزة.