وليد الغانم يعتبر ظاهرة الغش كارثة وطنية
زاوية الكتابكتب مايو 22, 2017, 12:20 ص 579 مشاهدات 0
القبس
الغش.. كارثة وطنية
وليد الغانم
ظاهرة سلبية خطيرة وحقيقية تنتشر في المؤسسات التعليمية بمختلف مستوياتها، وصولاً إلى التعليم العالي والجامعات. ظاهرة الغش تدمّر أخلاقيات الطلبة قبل أن تدمّر مستواهم العلمي، وإذا كان الغش موجودا منذ زمن في المدارس وتحاربه وزارة التربية تارة بشدة، وتارة بتغافل، فإن وصول الغش إلى طلبة الجامعة باختلاف تخصصاتهم أمر فائق الخطورة.
ماذا يعني أن تعاني كلية مثل «كلية الحقوق» من الغش في الامتحانات؟ من الذي يغش بالضبط؟ هل سيغش الطالب الذي يدرس القانون لحماية المجتمع وبناء أركانه؟ هل سيغش الطالب الذي سيتولى المناصب القضائية والقانونية مستقبلاً؟ هل سيغش من سيمثّل الدولة في المحافل الخارجية والمحاكم والاجتماعات الدولية؟ هل سيغش الطالب الذي سيؤدي قسماً عظيما إذا تولى وظيفته، سواء في المحاماة أو التوثيق أو في النيابة أو التحقيق والادعاء، أو أي جهة قانونية في الحكومة أو خارجها؟
كم تألمت وأنا أشاهد مقاطع فيديو لطلبة المرحلة الثانوية، وهم يخضعون للتفتيش بالأجهزة اليدوية، للتأكد من خلوهم من وسائل الغش الحديثة! وكم تألمت وأنا أقرأ خبر قيام كلية الحقوق باستخدام أجهزة للتشويش على الغشاشين في قاعات الامتحان، وكم تألمت وأنا أسمع عن الخونة الذين يجلسون في المقاهي والمطاعم المجاورة للجامعة ويتواصلون بأجهزة خفية مع طلبة يؤدون الامتحانات في كليات مثل العلوم والهندسة والمحاسبة، وقد وصلت تطورات وسائل الغش إلى قيام البعض بزراعة سماعات مؤقتة دقيقة جدّاً في آذانهم لفترة الامتحانات ثم إزالتها بعد ذلك، فأي هوس وأي تكاسل وأي بلادة سيواجهها المجتمع والبلد في المستقبل يا ترى؟
تسجلون بجامعات وهمية وتشترون شهادات من دكاكين وتغشون في الامتحانات، وقد تحقّقون نجاحا دنيويا سريعاً، ولكن أيها الغشاش، هل تعلم أنك ستبدأ حياتك وتسرق وظيفتك وتأكل راتبك مدى الحياة لك ولأسرتك ولأبنائك بناء على الغش وشهادة الزور والخيانة؟ هل تقبل أن يقوى عظمك وتنبت أجساد أبنائك بالحرام؟ قل لي بربك، ونحن على مشارف شهر الصوم ماذا ستقول لحديث الرسول (صلى الله عليه وسلّم) «من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» هداكم الله في حياتكم لترعووا عما اقترفتموه وأدعو وزارة التربية ومجلس الأمة إلى دراسة هذه الكارثة القومية ومحاربتها قبل أن تهدم المجتمع والوطن، والله الموفِّق.
تعليقات