حكومات كثيرة تمثل دور المصلح المدافع عن قضايا الأمة وهي في الأصل من ينتهك ويسرق وينهب .. برأي محمد السداني

زاوية الكتاب

كتب 617 مشاهدات 0

محمد السداني

الراي

سدانيات- حكومة عبدالعال

محمد السداني

 

ملاحظة: هذا المقال تحليل لمسرحية ريا وسكينة للمؤلف الكبير بهجت قمر، وأحاول من خلال هذا التحليل أن أوضح الأبعاد الفنية والإسقاطات السياسية للنص الأدبي، وأي تشابه بين التحليل والواقع أنا لست مسؤولاً عنه.

كنت صغيراً عندما استمعت إلى أغنية «شبكنا الحكومة» لعبدالمنعم مدبولي ومن تأليف الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي في مسرحية «ريا وسكينة»، لم أفهم ما معنى أن تمتزج الحكومة مصاهرة ونسباً مع الأشرار فكيف للشر أن يكون خيراً؟ وكيف للظلام أن ينتج نوراً؟ وكيف للباطل أن يترافع عن الحق؟ وهذا كله باعتقاد طفل بريء لا يعرف من الدنيا سوى أقطاب الخير ويكره أقطاب الشر، باعتبار أن كل ما هو حكومي خيِّر وكل ما هو غير ذلك شرير، حتى كـَبُرت وتعلمت أنَّ الحكومة التي تشابكت مع حسب الله وريا وسكينة هي حكومة لم تختلف كثيراً عنهم فالرؤى واحدة والممارسات مختلفة.

إنَّ حكومة عبدالعال التي كان يزمجر دفاعاً عنها إظهاراً لدورها في رد المخالفين واللصوص والسارقين، كانت في نفس الوقت تفعل العكس تماماً مع الفقراء والمضطهدين، وكانت الإقطاعيات تملأ البلاد شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، ولكنَّ «عبدو» أو عبدالعال لم يكن يعرف وهو يدافع عن الضحايا أنَّه ضحية مثلهم، ضحية دون ذهب يسرق أو مجوهرات تتحايل ريا وسكينة لكي تسرقها، والأدهى والأمَر أن يكون عبدالعال مقتنعاً بأنَّه يدافع عن كيان عادل ومستعد أنْ يضحي بنفسه من أجله.

إنَّ حكومة عبدالعال هي الأنموذج السائد في كثير من الدول، فحكومات كثيرة تمثل دور المصلح المدافع عن قضايا الأمة والذود عن حياضها، وهي في الأصل من ينتهك ويسرق وينهب و«يشفط» مقدرات الشعوب، والغريب أن كل حكومة - عبعالية - نسبة لعبدالعال لديها من يطبل لها ويغني لها ويزغرد بأعلى صوت له، لكي تتفنن حكومة عبدالعال في الضحك على الشعوب والرقص على آلامها وجراحها.

لم تكن حكومة عبدالعال يوماً ما ممثلاً للشعوب التي تسعى للرقي والازدهار، ولكن هذه النوعيات تنشأ وتزدهر وتتطور في ظل استغفال الكثير من أبناء الشعب وإيهامهم بأنَّهم ينعمون بالخيرات ويعيشون في وضع مستقر.

****

خارج النص:

- جاء اختبار اللغة العربية للصف الحادي عشر خالياً من اللغة العربية، فبعد التعديلات الأخيرة أقولها وكلي يأس لقد اغتيلت اللغة العربية على يد سدنتها.

- في مقابلة مع سمو رئيس الوزراء ذكر بيتاً للأمير عبدالله السالم- رحمه الله-

إذا طال اللحاف مددت رجلي

وأقصرها إذا قصر اللحاف

وهذا البيت يذكرني ببيت أبي حيان الغرناطي

على قدر اللحاف مددت رجلي

ولو طال اللحاف لها لطالت

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك