د.جلال آل رشيد يشيد بدور «الدار» فى الدفاع عن حقوق البدون
زاوية الكتابكتب فبراير 6, 2009, منتصف الليل 417 مشاهدات 0
جريدة الدار والبدون
د. جلال محمد آل رشيد
نحن فخورون تماما بالدور البارز الذي قامت به صحيفة «الدار» في حملتها التي دافعت فيها عن حقوق الأخوة البدون المدنية والقانونية، مما يُعَد مثالا طيبا للصحافة الملتزمة أخلاقيا، المتفاعلة مع القضايا التي تؤرق المواطن العادي، والمقيم على أرض وطننا العزيز.
التأزيميون من أعضاء مجلس الأمة العتيد مشغولون بأمور «الحفر» للحكومة، باعتبار أن مصلحة الكويت العليا ليست أمرا على قدر كبير من الأهمية، حسب رؤيتهم الخاصة كأهل تأزيم. أما غير التأزيميين من أعضاء المجلس العتيد، فهم مشغولون بالبورصة انشغالا كليا وتاما، وربما كان اهتمامهم الكبير بإصلاح الاقتصاد ليس أمرا معيبا في حد ذاته، ولكننا، وفي الوقت نفسه، «نأخذ عليهم» عدم اهتمامهم بالشأن الخاص بأمور عموم الناس من غير أصحاب المليارات أو الملايين. البدون، أيها الأعزاء في مجلس الأمة، ونخاطب هنا نواب الأمة، أي النواب غير التأزيميين، فالبدون هم بشر يعانون معاناة هي أكبر مما نعانيه نحن، ككويتيين، مع أن حياة الكويتيين نفسها تعد صعبة أيضا، فما بالنا بهؤلاء الضعفاء الذين نستمرّ في ظلمهم من غير أدنى إحساس بالمسؤولية الأخلاقية تجاههم، إنهم، وفي ظل كل هذا الغلاء الفاحش لا يستطيعون أن يعملوا، مع أن عموم الكويتيين لا يتمكنون من تحمل أعباء المعيشة بالشكل الذي يعد جيدا ولائقا بهم، فكيف بأولئك الأشخاص الذين نستمرّ في التضييق على حياتهم بسبب كوننا مشغولين في أرقام الأرباح والخسائر، مع أنني على قناعة تامة بأننا إذا انشغلنا قليلا برفع الأذى عنهم، فإن الله سبحانه وتعالى سيرفع عنا نحن أيضا الهم والغم في الأمور التي تهمنا وتحزننا في اقتصادنا العام، وفي مشاكلنا الخاصة أيضا.
لذلك أتمنى من غير أهل التأزيم في مجلس الأمة، كما أتمنى من الإخوة الأفاضل في الحكومة، أن يخصصوا شيئا من جهدهم ومشاريعهم التشريعية لخدمة فئة البدون، حيث سمعنا أخبارا مشجعة في الآونة الأخيرة عن الانتهاء من قضية تمكين الإخوة البدون من الحصول على شهادات الميلاد لأطفالهم، وهذا أمر إيجابي من الحكومة تستحق عليه الشكر، ومع ذلك، فهو أمر يحتاج إلى الاستمرار في هذا النهج الإصلاحي لحكومة الشيخ ناصر، فالأخوة في الحكومة، والأخوة غير التأزيميين في البرلمان، وبالمناسبة فغير التأزيميين هم النواب الحقيقيون في هذا المجلس، وحدهم، لذلك نتمنى منهم هم بالذات التقدم بمشاريع لخدمة البدون، ونتمنى منهم الاستمرار في دعم قانون الحقوق المدنية والقانونية للبدون، فمَن للبدون إذا انشغل النواب بأمور كبار الاقتصاديين وحدهم؟ نعم، نكرر، لا بأس بالاهتمام بأمور الاقتصاد، وهذا مهم جدا أيضا، ولكن مع الاهتمام بضعاف خلق الله، فالله الله في البدون يا نوابنا.
أما فيما يتعلق بدور الصحافة، فإننا فخورون تماما بالدور البارز الذي قامت به صحيفة «الدار» في حملتها التي دافعت فيها عن حقوق الإخوة البدون المدنية والقانونية، مما يُعَد مثالا طيبا للصحافة الملتزمة أخلاقيا، المتفاعلة مع القضايا التي تؤرق المواطن العادي، والمقيم على أرض وطننا العزيز.
إننا نرى أن الهجوم الذي تتعرض له الصحافة الملتزمة أخلاقيا ووطنيا، إنما هو وسام تضعه على صدرها مفتخرةً، وهو مدعاة لها للاستمرار بشكل أقوى في الدفاع عن القضايا الشعبية، وعن قضايا الوطن، والمواطن، مهما كان رأي أهل التأزيم مختلفا، أو مجافيا للحقيقة.
تعليقات