أنا أتكلم إذاً أنا موجود- يكتب فيصل العنزي
زاوية الكتابكتب مايو 10, 2017, 11:58 ص 1170 مشاهدات 0
المجالس والملتقيات الاجتماعية هي الرابط والصلة بين فئات المجتمع للاستئناس والتسليه وترفيه النفس اصبحت اليوم عبارة عن معارك كلامية لا يكاد يسلم فيها أحد من جرح .
فالكل يضرب الكل
والكل يريد ان ينتصر
والكل يرى انه على صواب وغيره على خطأ
فإن تكلم كبير السن او المختص في مجاله وفنه من العقلاء فلا تسأل حينها عن الطائشين من حدثاء الاسنان سفهاء الاحلام
فكلٌ فنان في جميع المجالات . سياسة .فتاوى .طب . أشياء أخرى ...
إنك ان تتكلم بكلمة في مجلس او تسأل سؤالا سوف يجيبك على سؤالك كل الحضور و سوف يأتيك سيل عارم من العلوم والفتاوى والفلسفات مصحوبة بصيحات وصرخات وتشنجات ليس لها نهاية
إننا حقاً نعيش أزمة أخلاق
(( أنا اتكلم إذاً ان موجود ))
عبارة تصف لسان حال الكثير ممن اصيب بهذا البلاء
الكل يريد اثبات صحة وجهة نظرة من خلال جو مملؤ بالتشويش والقيل والقال والخلط والتخبط وربما كان ممزوج بالسخرية والاستهزاء
وكأنه يرى العالم موقوف على صحة وجهت نظره !!
لقد ساءت الأخلاق وقلت المرؤة ...
و صدق الشاعر حين قال : إنما الأمم الأخلاق مابقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهن ذهبو .
وهذه موعظة وعبرة لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ
ما أحوج المرء إذا تخبط الناس وخاضوا في القيل والقال أن يتثبت ويتبين فإن وِقفة المتأمل في البداية خير من الفيئة بعد الشطط والغواية !
و ما أجمل الصمت حينما يكثر اللغط ويهرف المرء بما لايعرف وترتفع نبرة الصوت؛
فكم شاهدنا ممن أهلكه كلامه ولم نر قط أحدا بلغنا أنه أهلكه سكوته
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا ، يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ) رواه البخاري
ولنعلم جميعاً أن لهذا البلاء مآلات غير حميدة يعود اثره على الفرد خاصة والمجتمع عامة .
نسأل الله ان يهدينا لأحسن الأخلاق فأنه لايهدي لأحسنها إلا هو .
فيصل كاظم العنزي
تعليقات