أصل المشاكل هو سوء الإدارة.. هكذا يرى عبد العزيز الكندري

زاوية الكتاب

كتب 775 مشاهدات 0

عبد العزيز الكندري

الراي

ربيع الكلمات- كل القصة... سوء الإدارة

عبد العزيز الكندري

 

«لو كانت الإدارة العربية جيدة لكانت السياسة العربية جيدة. لو كانت الإدارة جيدة لكان الاقتصاد جيدا والتعليم والإعلام والخدمات الحكومية والثقافة والفنون وكل شيء آخر». محمد بن راشد

ما إن تجلس في أحد الدواوين أو تقرأ الصحف اليومية أو تتابع وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة إلا وتسمع كثرة «التحلطم» على الكثير من المشاريع التي نسمع عنها من سنوات ولم تر النور بعد. وخلال عشرات السنين الماضية، كنّا نسمع عن جامعات حكومية جديدة... من غير المعقول أن تكون لدينا جامعة جديدة من المفترض أن تفتتح قبل عشرات السنين، وفي الوقت نفسه تحترق لأكثر من خمس مرات من دون معرفة أو الوصول المتسبب الحقيقي في ذلك. ومستشفيات حديثة متطورة، وإيجاد مصدر دخل غير النفط... ولكن مشاريع ما زالت حبيسة الأدراج. كل شيء متوفر وموجود... فالأموال موجودة، ولدينا شباب كويتي يود المساهمة في بناء وطنه، وفي الوقت نفسه يعتصر قلبه ألم من تقدم بعض الدول ونحن ما زلنا لم نتحرك ونتقدم للأمام. يود أن يفعل شيئا ولكن اختيار المناصب خلاف المعايير المهنية.

لا أستثني أحداً، فالكل مسؤول عن ذلك التراجع، الوزير الذي لا يتحرك بمسؤولية ويحارب الفساد في وزارته، تقع عليه مسؤولية. النائب الذي لا يحضر لجان مجلس الأمة والتي تعتبر مطابخ صنع القرار ويرضى أن يكون مطية تنفذ من خلاله أجندات الآخرين، عليه مسؤولية أكبر وأعظم لأنه ممثل الأمة. المواطن الذي ينتقد عمل الحكومة وهو لا يعمل ولا يؤدي عمله بكل أمانة ويعطل مصالح الآخرين كذلك هو شريك في سوء الإدارة. وقس على ذلك المعلم والتاجر والمهندس كذلك تقع عليهم مسؤوليات كبيرة وكل على حسب موقعه ومكانه.

أمر في غاية الأسف أن نجد بعض النواب الذين لم تنجز معاملاتهم من توظيف أو نقل غير مشروع أو سفر لشخص غير مستحق، يهاجمون الوزير ويبتزونه، والأمر لا يتطلب سوى تسجيل لمدة دقيقة واحدة، تتهم فيه الوزير بالفساد وتنشره في وسائل التواصل الاجتماعي، والأغلب من دون التثبت في تصديق هذه الروايات، ثم تنادي لندوة وبعدها تحاول تشكيل رأي عام، وبعد ذلك تستجوب الوزير... وكل ذلك من أجل مصالح شخصية أو تنفيذ أجندات البعض وفي المقابل، هناك الكثير من النواب يستحقون الاحترام، وهم يؤدون أعمالهم بكل أمانة ووفاء لبلدهم الحبيب.

ومن نافلة القول إن أصل المشاكل هو سوء الإدارة، ويأتي ذلك من تعيين الرجل غير المناسب، وتقديم المناصب كعطايا وهبات للبعض، ولا يتم اختيار أصحاب المناصب على أساس المواطنة والكفاءة، وبالتالي نجد ازدياد في حجم الفساد، واحباط أصحاب الكفاءات وقتل روح المبادرة عن الكثير منهم. وهناك أمر في غاية الغرابة في المؤسسات الحكومية وبعض الجهات التي لا توجد بها روح التنافسية، وهو التخلص من العنصر الجيد وصاحب الكفاءة، وذلك لأن المسؤول يخاف على كرسيه من هذا العنصر الجيد، فيختار من هم محسوبون عليه أو يقفون في صفه مهما حدث، ويعيشون ويقتاتون على الوشاية بين الموظفين، وينقلون الأخبار للمسؤولين بصورة يومية، وهذا كله منافٍ للإدارة الجيدة، ولو كانت هذه المؤسسة ملكا خاصا له لما تصرف هذا التصرف المشين. وصدق الدكتور غازي القصيبي عندما قال: «الإداري الناجح هو الذي يستطيع تنظيم الأمور على نحو لا يعود العمل بحاجة إلى وجوده».

 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك