إرادة محاربة الفساد منعدمة!.. بوجهة نظر وائل الحساوي
زاوية الكتابكتب مايو 9, 2017, 1:38 ص 647 مشاهدات 0
الراي
نسمات- إرادة محاربة الفساد منعدمة!
وائل الحساوي
أعتقد بأن أوضاعنا الداخلية تسير نحو الاستقرار ولو موقتا، بعد حكم المحكمة الدستورية برفض إبطال المجلس، وعدم إبطال عضوية أكثر من نائب!! كما أن استجوابي رئيس الوزراء نتيجتهما واضحة فقد تم تضبيط العديد من النواب ولن يستطيع المستجوبون إعلان عدم التعاون مع الحكومة على الرغم من أنهم قد وقعوا على تلك العريضة قبل البدء بالاستجواب!
نحن نقدر للأخوة المستجوبين حماسهم من أجل إصلاح الأوضاع المُعوجة وحرصهم على استغلال جميع أدواتهم الدستورية من أجل محاسبة المقصرين، لكننا ندرك بأن محاربة الفساد- وللأسف- لا تتم من خلال استخدام أداة الاستجواب وحدها ولا من خلال مجلس الأمة وحده، ولكن من خلال إرادة شعبية واضحة تقول: «كفى للفساد» ولسنا نؤيد التصعيد أو النزول إلى الشوارع للتغيير لأننا نعلم بأن الفوضى قد تتسبب فيما هو أسوأ مما نحاول تغييره، لكننا نطالب بأن يؤدي كل إنسان واجبه وأن يرفض الانحناء أو السماح للفساد بأن ينتشر من خلاله!
كذلك فإننا في الوقت الذي نساهم بإيصال نواب فاسدين هدفهم تحقيق مصالح شخصية حتى وإن هدموا المعبد على من فيه، فإننا نطلب من هؤلاء النواب ومن الحكومة الإصلاح، وهذا مستحيل، لأن فاقد الشيء لا يعطيه!
أين دور مؤسسات المجتمع المدني في الحث على محاربة الفساد، وأين دور أصحاب الرأي في تثقيف المجتمع بعاقبة الفساد؟!
لقد شاهدنا كيف يسارع الكثيرون لتحقيق مصالح ضيقة على حساب واجباتهم، وكيف يتصارعون على حطام الدنيا من أجل الحصول على قطعة أرض لا تحل لهم أو علاوة ليست من حقهم، أو على إسقاط مخالفاتهم في الحكومة، فهل يستحق هكذا شعب أن يزول الفساد من جنباته وهو يساهم في نشر الفساد ويدعم قياداته!!
أمعن الناس في مخادعة النفس وضلوا بصائر وعقولاً
عبدوا الجاه والنضار وعيناً من عيون المها وخداً أسيلاً
الاديب الضعيف جاهاً ومالاً ليس إلا مثرثراً مخبولاً
والعتل القوي جاهاً ومالاً هو أهدى هدى وأقوم قيلاً
لا يريدون آجلاً من ثواب الله إن الإنسان كان عجولاً
فتنة عمت المدينة والقرية لم تعف فتية أو كهولاً
وإذا ما انبريت للوعظ قالوا لست رباً ولا بعثت رسولاً
للشاعر محمد مصطفى حمام
تعليقات