المؤشرات تقول ان الرغبة في تطبيق خارطة الطريق للحل السوري قوية لدى اللاعبين الكبار..برأي ناصر المطيري
زاوية الكتابكتب مايو 8, 2017, 12:10 ص 480 مشاهدات 0
النهار
خارج التغطية- تقسيم سورية
ناصر المطيري
على ضوء التطورات الميدانية وما يوازيها من تحركات سياسية على المستويين الاقليمي والدولي تبرز التكهنات حول المآلات المحتملة للوضع في سورية ولا سيما في ما يتعلق بطبيعة النظام القادم والهيئة النهائية التي ستكون عليها البلاد. ولكن يبدو أن هناك مخاضات تجري على مهل يرتّبها الجانب الروسي بالتنسيق مع واشنطن، قد تنتهي الى صياغة الدولة السورية الفيدرالية تمهيدا لتقسيمها. وتجري التحركات الدولية التي تقودها مصالح الدول الكبرى بشأن مستقبل سورية دون الاكتراث برأي وموقف الشعب السوري وإرادته.. بل حتى القيادة في دمشق سوف تكون مضطرة لقبول ما ترسمه القوى الدولية، ناهيك عن غياب الموقف العربي الذي لم يعد يملك خيار التأثير في مجريات الأحداث بل هو يتلقى التعليمات وينفذ ما يخطط له الكبار.
المؤشرات تقول ان الرغبة في تطبيق خارطة الطريق للحل السوري قوية لدى اللاعبين الكبار، ما يعني أن اللاعبين الصغار سيجبرون على الالتزام بخطوات خارطة الطريق، وسيكون الصراع بين السوريين لأول مرة بعد ست سنوات عبارة عن صراع بالكلمات وليس بالرصاص بحثا عن صيغة لمنظومة الحكم المقبل التي أرادها الروس والأميركيون. وقد تكون هناك نقطة خلاف تتعلق بمصير الرئيس السوري بشار الأسد فلا أحد يمتلك حلاً جاهزاً لموضوع الأسد أكثر من الروس وبالتأكيد وفق التوافق مع الأميركيين، ولكن هذا لا يعني أن الأمر سهل لدرجة تجاوز هذه العقدة بمجرد التفاهم الروسي والأميركي. فهناك مشكلة متى يمكن أن تضمن روسيا رحيل الأسد اذا حصلت على كل الضمانات والمزايا التي دخلت من أجلها الحرب بشكل مباشر؟
ومن التقسيم إلى النظام الاتحادي (الفيدرالي) تتباين الرؤى الدولية اليوم فالروس مثلا هم من يتبنون النظام الفيدرالي وبقاء الحكومة المركزية في حين أن التوجه الأميركي يفضل وضع سورية على طاولة التقسيم. وبمقارنة تاريخية نرى أن التقسيم كان حلاً لأزمة دموية في البوسنة، الا أنه لا يعد بالضرورة أفضل خيار للسوريين، ولا ننسى أن الشعب السوري سبق له أن رفض التقسيم الذي فرضه عليه قائد جيوش فرنسا في الشرق، المفوض السامي هنري غورو بين أغسطس 1920 ومارس 1921 والذي قسم سورية بحجة أن مكوناتها الدينية والعرقية متنوعة وغير متمازجة مع بعضها بعضا. فقد رفض حينها السوريون حل التقسيم وأي مشاريع أخرى مشبوهة كانت تهدف الى تحويل سورية الى مجموعة من الدويلات.
تعليقات