رفقاء السلاح يتقاتلون !.. يكتب وائل الحساوي
زاوية الكتابكتب مايو 6, 2017, 11:59 م 523 مشاهدات 0
الراي
نسمات - رفقاء السلاح يتقاتلون !
وائل الحساوي
قد نتفهم ان يحدث خلاف بين أبناء الثورة الواحدة بعد أن تنتصر تلك الثورة وتحقق أهدافها إما بسبب الطمع في السيطرة على المغانم والنفوذ أو بسبب الخلاف على الخطوات الآتية في مسار الثورة!
ولكن أن يحدث الخلاف والصراع بين رفقاء السلاح في أسوأ مراحل الثورة وبعد أن هزمهم أعداؤهم وتكالبوا عليهم فهذا ما لا يمكن تصوره!
إن الصراع الذي نشب بين بعض فصائل الثورة السورية قبل أيام والمجازر التي حدثت بينهم والتي راح ضحيتها المئات من أبناء الثورة جاء في الوقت الذي تكالبت فيه أمم الأرض جميعاً لتفتك بهذه الثورة المباركة ولتجردها من جميع مكتسباتها، وفي الوقت الذي يمضي فيه مخطط تقسيم سورية على أشده، إن هذا الصراع لا يمكن تفسيره إلا بأنه نكوص عن مسار الثورة وارتداد عن أهدافها السامية التي قامت من أجلها!
ذلك المشهد يذكرنا بمشاهد الحيوانات في زريبة حيث أحاط بها الجزارون من كل مكان ليقدموها للذبح، بينما هي تتناطح في ما بينها غير مبالية بما يحدث حولها!
هذه القصص المأسوية التي تحدث اليوم في سورية تدلنا على الخلل الكبير في مسار الثورة السورية، وأن كثيراً ممن دخلوا الساحة من أجل نصرة الثورة لا يمكن الوثوق بهم، بل ونحمد الله تعالى أن لم يمكن لهم من النصر على أعدائهم لأنهم غير مؤهلين لذلك، فالثورة السورية عندما طال بها الأمد دون أن تنتصر أو تحقق آمال الشعب السوري فإنها قد دخل فيها الكثير من طلاب الدنيا وأصحاب المصالح الدنيوية بل ودخل فيها بعض الذين يتم توجيههم من أطراف خارجية وأصحاب الأجندات المنحرفة!
لقد كانت التجربة الليبية كافية للاعتبار إذ قامت ثورتهم ضد حكم القذافي العام 2011 وساندتهم بعض الدول الغربية وسقط النظام سريعاً، وكان من الممكن أن يعيدوا ترتيب امورهم سريعاً ويعوضوا الشعب الليبي ما فقده في فترة حكم القذافي، لا سيما وأن ليبيا بلد غني، وشعبه متجانس لا يفرق بينه شيء، ولكن أطماع الدنيا وتدخل أطراف خارجية لإجهاض ثورته ومنع وصول الإسلاميين إلى دفة الحكم فيه، كل ذلك قد أدى إلى اشتداد النزاع بينهم ثم الاحتراب الداخلي والذي ما زال على أشده!
أما العراق فقد احتلته الولايات المتحدة الأميركية العام 2003 ومكنت إيران واتباعها من الهيمنة عليه وتمزيق كياناته، وساعد حل الجيش العراقي وتشتيت قياداته في تمزيق أهل السنة فيه، ومكنوا مجرمي «القاعدة» «وداعش» من التغلغل في مناطقه وتمزيق شعبه، وقد فشل أهل السنة في تكوين كيانات موحدة لتمثيلهم والتكلم باسمهم، فوصل العراق إلى ما نراه اليوم من تمزيق كامل ولعبت به إيران كما تريد!
إن تجاربنا خلال سنوات الربيع العربي البائسة لتدعو للحزن وللأسف على أوضاعنا! نسأل الله تعالى أن يمن علينا برحمة من عنده وأن يحقن دماءنا ويحفظ أعراضنا وأموالنا!
لكل شيء إذا ما تم نقصان
فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شهدتها دول
من سره زمن ساءته أزمان
أتى على الكل أمر لا مرد له
حتى قضوا فكان القوم ما كانوا
وللحوادث سلوان يهونها
وما لما حل بالإسلام سلوان
دهى الجزيرة أمر لا عزاء له
هوى له أحد وانهد ثهلان
لأبي البقاء الرندي في رثاء الأندلس
تعليقات