كيف حظي مسلم البراك بكل هذا الحب في السنوات الاخيرة؟.. يتسائل زياد البغدادي
زاوية الكتابكتب إبريل 23, 2017, 12:07 ص 1224 مشاهدات 0
النهار
زوايا- هل مِنْ تفسير؟
زياد البغدادي
خرج مسلم البراك من السجن وقد سبق ذلك الكثير من التكهنات والتوقعات حول حجم استقباله ومستوى طرحه بين الضعف والقوة، وهل كان للسجن تأثير عليه لابتغائه السلامة بعد حرمانه من الحرية في ليال قضاها خلف القضبان في وضع يعتبر كارثياً بعد حياة الرغد والرخاء التي كان فيها قبل ذلك.
لن أخوض في شخصية مسلم البراك السياسية وماذا قال وفعل ففي قناعتي ان لكل تاريخ هفواته وسقطاته فلا كمال إلا للخالق سبحانه، ولكنني أتساءل كيف حظي مسلم البراك بكل هذا الحب في السنوات الاخيرة؟ كيف حتى وهو في سجنه يصبح الغائب الحاضر لاعدائه قبل محبيه؟ كيف استطاع أن يصبح رمزاً للحرية والكرامة والمدافع الأول دون منازع عن حقوق المواطن والشعب بجميع أطيافه؟ كيف تكونت هذه الفكر لدى الجموع الغفيرة من محبيه ممن استقبلوه وتسابقوا على حضنه وتقبيله؟
أعتقد ان الفضل في ذلك لا يعود لسياسة مسلم البراك ومواقفه فقط، ولا حتى قبوله للسجن في مقابل رأيه وحربه مع الفساد كما يعتقد، ولا حتى نظافة يده وثوبه من المال العام الذي استبيح بالمناقصات والايداعات في السنوات الاخيرة خاصة، كل ذلك واكثر اعتقد انه ليس السبب الرئيس لمحبة الناس وذلك لأن هناك الكثير من الشرفاء لهم من هذه الصفات والمواصفات الكثير ولكنهم ليسوا كمسلم لدى الناس.
فأنا اعتقد أن صاحب الفضل الأكبر في صناعة مسلم البراك الرمز والمناضل في اعين الكثيرين هو الحكومة نفسها، فالحكومة وهي السلطة التنفيذية و المتحكمة في قرار الدولة ومصيرها هي السبب الرئيس في تكوين القناعة ان مسلم كان على حق وانه لم يقصد الاهانة والخطأ لأحد وكان كل ما يخشاه هو مصير البلد وما قد يواجهه الشعب آنذاك.
وبالفعل، فبعد سجن البراك واختفاء رموز المعارضة عن الساحة السياسية، وتحقق الاستقرار السياسي كما تريد الحكومة في مجلس 2013، فماذا حصل بعد ذلك؟
فعلى عجالة فقد تميزت هذه المرحلة باستسلام السلطة التشريعية للحكومة، وكانت تلعب دور «البصامة» بتنفيذ اجندة وقرارات الحكومة، وبذلك الحكومة كانت منفردة في وضع السياسات واتخاذ القرارات، حيث اقرت اكبر ثلاث ميزانيات في تاريخ الكويت وكذلك حققت اكبر ثلاثة ايرادات في تاريخ الكويت وذلك بفضل ارتفاع اسعار النفط لا بفضل حسن ادارتها.
كذلك تميزت هذه السنوات بالفضائح المؤلمة فيما يتعلق بالفساد الاداري والمالي، وايضا انهيار الخدمات لتستقر عند اسوأ مراحلها على الاطلاق، وكان الختام «زفتا» بالخطة الاقتصادية بعد اعلان التقشف والعجز والرغبة في مس جيب المواطن.
كل ذلك وأكثر فلم نتحدث عن الحيازات الزراعية ولا المناقصات المليونية ولا الأخطاء الاجرائية، كل ذلك واكثر والشعب لا يرى في السجن الا مسلم.
فهذا كله مما صنعت أيديكم يا حكومة بقراراتكم وسياساتكم الفاشلة بل الفاسدة، وأنه قد فات الأوان لكسب الشعب واستمالته لكم، فمسلم البراك الآن حر طليق وأنتم بلا رصيد.
تعليقات