فيحان العازمي يكتب..الأمل بين مُعلمتين

زاوية الكتاب

كتب 524 مشاهدات 0

فيحان العازمي

النهار

إضاءات- الأمل بين مُعلمتين

فيحان العازمي

 

حياة الإنسان تسير بين ترغيب في فعل كل ما يفيده وترهيب بابعاده عن كل ما يضره، وبين قدوة ومثل أعلى يدفعه للطموح لان يصبح مثله أو إنسان يدفعه للبعد عن تحقيق أحلامه وطموحاته، وايضا بين صديق يجعل منه انساناً صالحاً وبين صديق سوء يجعله ينساق وراءه الى الهاوية فالمثل الاعلى والقدوة والمعلم الناجح وبناء الانسان بناء صحيحا داخل اسرته هي ما تجعله ناجحا نافعا لوطنه ولنفسه، ما دفعني لقول ما سبق هو سماعي لقصة ابنة أحد اصدقائي التي تدرس في احدى مدارس الفروانية المتوسطة بنات، فقد لخصت طالبة الصف السادس الحياة بعفوية وبساطة عندما قالت ان لديها معلمتين احداهما جعلتها تحب المادة العلمية التي تدرسها لها بعد ان كانت تكرهها فيما سبق وذلك لان تلك المعلمة - هي في الوقت نفسه رئيسة قسم المادة العلمية - عاملتها هي وزميلاتها بانسانية شديدة، وبحب كبير لا تقول عليهن الا بناتي وتبذل كل جهد من أجل توصيل المعلومة لهن في أبسط صورة، فجعلت من المادة الصعبة أسهل المواد بل وجعلت البنات ينتظرن حصتها في شوق ولهفة للقائها حتى ان هذه الطالبة قالت انها تحبها مثل أمها فزرعت تلك المعلمة في نفوس طالباتها الحب فحصدت محبتهن وتقديرهن بل وأصبحت القدوة والمثل الاعلى لهن، فهذه معلمة تصنع الأمل في مستقبل مشرق خال من العقد والأمراض النفسية.

أما المعلمة الأخرى التي تُدرس مادة علمية ايضا وتقول ابنة صديقي انها كانت تحب هذه المادة وكانت الأولى فيها على الصف وبسبب تلك المعلمة وسوء معاملتها لها ولزميلاتها ومحاولتها المستمرة لتحطيمنا نفسيا، وعملها المستمر على تهديدنا بالدرجات، وتمييزها للبعض ومعاملة البعض الآخر أسوأ معاملة اصبحنا جميعا نكره المادة والحصة وتدنت درجاتنا، وأخبرني صديقي - وأثق في صدق حديثه - انه عندما راجع تلك المعلمة وجدها فظة غليظة القلب متعجرفة، ولم يشأ الاصطدام بها حتى لا ينزل لمستواها غير التربوي بل وحذر ابنته من الاصطدام بهذه المعلمة غير المؤهلة تربويا أو نفسيا، فهذه المعلمة تدمر الأمل والمستقبل في أجيال تصنع أمجاد الأوطان.. علما أنني احتفظ باسم المعلمتين لمن يرغب في التربية اذا كان يريد تقدير الأولى وعلاج الثانية علاجا نفسيا وتربويا.

أعلم أنني أطلت في سرد القصة ولكنني أرغب في ان تكون دافعا لقياديي التربية في تكريم النماذج المشرفة من المعلمين والمعلمات وما أكثرهم، والعمل على علاج البعض الآخر منهم نفسيا، حتى يحسن معاملة الطلبة لان بعضهم يتعامل مع الطلبة وكأن هناك ثاراً فيما بينهم ويحاول تدمير نفسيتهم.. ان التعليم ليس كتابا ولكنه ترسيخ لقيم وأخلاقيات وتربية انسان وليس تربية شهادات علمية فقط فحاسبوا المقصر وقدموا المكافأة والتقدير والعرفان بالجميل لمن يجعل من التعليم رسالة سامية، اللهم احفظ الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك