افتحوا المجال لاستيراد ما تحتاجه البلاد واسمحوا بالمنافسة..يطالب مبارك الدويلة

زاوية الكتاب

كتب 527 مشاهدات 0

مبارك الدويلة

القبس

حصاد السنين- قلَّة أدب

مبارك الدويلة

 

في مرحلة من المراحل وصل سعر الطن لحديد التسليح (حديد البناء) الى ما يزيد على 400 د.ك، وكنت وقتها أبني لي بيتاً فشعرت بالغبن والمعاناة، وتبين لي أن الكويت لا يوجد فيها إلا مصنع حديد واحد وهو الذي يتحكم بالأسعار المحلية، وحاولت إقناع بعض التجار للدخول في مشروع افتتاح مصنع حديد تسليح ثان، فأخبرني صاحب المصنع الوحيد بأننا سنخسر كل أموالنا إن فكرنا بشيء من هذا القبيل! والسبب كما يقول الزميل المنافس أنه لن يترك المصنع الجديد يعمل لأنه سينزل بسعر الحديد لدرجة أقل من سعر التكلفة حتى لا يتمكن المصنع الجديد من بيع إنتاجه أو يضطر للخسارة وبيع الإنتاج بسعر لا يحقق حتى كلفة الإنتاج! أما هو، أي المصنع المحلي الحالي، فإن لديه من المخزون ما يؤهله إلى الاستمرار بالسوق وتحمل نزول الأسعار!

تذكرت هذه الخاطرة وأنا أقرأ تداعيات قرار تجار المواشي وقف بيع اللحوم الحية حتى قبيل رمضان، إنه الاحتكار يا جماعة، فلو أن الحكومة سهلت للمواطنين المقتدرين ممارسة جميع أنواع التجارة وصحصحت إدارة حماية المستهلك من سباتها، وتم ضبط المتلاعبين بالأسعار سواء بتنزيلها أم برفعها، لما تمكن التاجر المحتكر من ممارسة عمله الدنيء. افتحوا المجال لاستيراد ما تحتاجه البلاد واسمحوا بالمنافسة غير المخلة بحقوق الآخرين، سيكون المواطن هو الرابح الأول دون الإضرار بالتاجر، اليوم، وتحت حجة حماية المنتج الوطني، حرمنا المجتمع من المنافسة الشريفة، وأصبح المواطن ضحية جشع بعض التجار، وفرضت علينا أنواع محددة من البضائع دون غيرها وبأسعار خيالية تؤدي إلى الغلاء والتضخم حتى أصبحت الرواتب لا تكفي لسد الحاجات الضرورية للمواطن! إنه الاحتكار وجشع بعض التجار الذي يدل على سوء الأخلاق وانعدام الضمير وحب الذات.

* * *

مع الأسف الشديد أن بعض المغردين وأصحاب المراكز الإعلامية أصبحوا موظفين عند بعض أصحاب النفوذ، وصارت منابرهم وأقلامهم سلاحا لمن يدفع أكثر، وتشاهد ذلك بوضوح عندما يتناولون قضية أو شخصية محددة بالنقد بشكل منظم ولافت للنظر، ويجتمعون، مع الأسف، في قلة الحياء وانعدام الضمير، فتراهم لا يحللون ولا يحرمون في انتقاداتهم ولا يتحرجون من الخوض في خصوصيات الناس، وليتهم اتقوا الله ونقلوا الحقيقة والواقع، بل تراهم يزيدون ويفجرون دون حياء أو خجل! ولئن كان تجار اليوم الجشعون يختلفون عن تجار الأمس الأمناء الورعين، فإن معظم إعلاميي اليوم لا يمتون في أخلاقهم بصلة إلى سياسيي الأمس وإعلامييه وبعضهم يتصفون بقلة الأدب!

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك