ألا يكون المجلس قدوة للشعب والحكومة؟.. ينتقد وليد الغانم بذخ المجلس في تقديم الهدايا
زاوية الكتابكتب مارس 22, 2017, 12:05 ص 407 مشاهدات 0
القبس
ألا يكون المجلس قدوة للشعب والحكومة؟
وليد الغانم
15 ألف دينار قيمة هدايا صرفها مجلس الأمة لأحد الوفود التي زارت الكويت مؤخراً، لم تكن هذه الوفود بحاجة إلى هذه الهدايا، ولا تسمح ميزانية مجلس الأمة بصرفها، لكنها مرت للأسف، وبخلاف الإجراءات المتبعة عادة في البرلمان، حيث يوجد لدى الأمانة العامة هدايا مجهزة دائماً لضيوف الكويت، إلا أن «البرستيج» هذه المرة أبى الالتزام بما هو موجود، وكما يقال «مال عمك لا يهمك».
قبل سنتين تقريباً، وقع مجلس الأمة أيضاً عقداً، قيمته تفوق ربع مليون دينار ، كان لأجل متابعة وسائل التواصل الاجتماعي، وقد كتبت حينها عن هذا العقد وفائدته وكيفية اختيار الشركة الفائزة به ونوعية المعلومات المقدمة من خلاله ومدى تأثيره في أداء المجلس وفاعليته، وللأسف راح «الربع مليون» مع المجلس المنحل، ولم نسمع جواباً.
تطل علينا بصفة مستمرة صورة الوفود الكويتية البرلمانية المغادرة، ولا أدري لِمَ تسافر هذه الوفود أحياناً بالطائرات الخاصة؟ وعلى أي أساس تتحمل ميزانية الدولة هذه التكاليف الإضافية لأعمال المجلس التي بالإمكان اتمامها بالميزانية الاعتيادية، من خلال السفر على الناقل الوطني إن توفر؟ خصوصا أنه لا توجد حاجة ملحة أو سرية غالباً في تلك المهمات تستدعي السفر بالطائرات الخاصة، فضلاً أنها لا تنتقص من مكانة الأعضاء ولا المجلس طالما كان الهدف هو خدمة الشعب لا «الكشخة» والرفاهية..
يروي لنا التاريخ أن الرجال الأوائل في المجلس التشريعي 1938اتخذوا قراراً لهم في بدايته بأن يتبرعوا برواتبهم لميزانية الدولة الضعيفة أصلاً، وذلك لأن أولئك الرجال تقدموا للعمل رغبة في خدمة الوطن ورعاية حقوق أبنائه ولم يكن من أهدافهم أبداً الترفه ولا التنفع ولا تحقيق المكاسب بأي طريقة كانت، وبالطبع لا أحد يدعو النواب اليوم للتبرع برواتبهم، وإنما نطالبهم بالحفاظ على أموال الدولة، وأن يكونوا على قدر المسؤولية في حمايتها والأمانة في التصرف بها ليظهروا بصورة القدوة للشعب وللحكومة، لا أن يسابقوها على «الفسفسة»، فــ «كافي» ما سمعناه وشاهدناه من لعب البعض بالحرام والله الموفّق.
* * *
• إضاءة تاريخية:
من عادات أهل الكويت القديمة في تكافلهم إشعال فانوس في دكان التاجر المفلس، ليتعاون معه الباقون للتخفيف عنه كأسرة واحدة ومن دون إحراجه أو تعريضه لسؤال الناس.
تعليقات