الطبطبائي يصف رحلته الى غزة
محليات وبرلمانعبرت نفقا ضيقا طوله 200 متر و الغزيون أكثر تفاؤلا و تمسكا بالمقاومة رغم الجراح
يناير 28, 2009, منتصف الليل 2039 مشاهدات 0
تحدث النائب الدكتور وليد الطبطبائي الى الصحافة اليوم على هامش الجلسة البرلمانية واصفا الرحلة التي قام بها الى قطاع غزة يوم الجمعة الماضي ، و قال انه سيتوجه مع وفد شعبي كويتي الى دمشق غدا للالتقاء بالقيادات السياسية لفصائل المقاومة هناك ، و كشف ان وفدا برلمانيا كويتيا قد يتوجه الى غزة الاسبوع المقبل .
و قال الطبطبائي انه توجه الى القاهرة لمرافقة وفد اغاثة كويتي كان ينقل اطنانا من المواد الغذائية الى غزة ، الا ان لم يتيسر دخول هذه الشحنات عبر معبر رفح فعاد الوفد الاغاثة ادراجه ، غير ان الطبطبائي اجرى اتصالات بداخل غزة و تم توجيهه الى أحد الانفاق لاستخدامها في العبور .
و قال الطبطبائي ان النفق الذي استخدمه للعبور بصل طوله الى 200 متر و العبور منه معاناة حقيقية اذ انه يضيق و يتسع حسب المعوقات و الصخور في طريقه و احيانا يمشي فيه الانسان و احيانا يزحف و يحبو ، و التنفس فيه صعب و رائحة الغاز منتشره فيه ، و قال 'كان مهما أن أمر بتجربة عبور النفق لكي اعرف حجم معاناة اهالي غزة اذ ان هذه الانفاق الخطرة هي الشريان الذي يمد مليونا و نصف المليون بكل شي من الطعام و المواد الاساسية ، و لولاها لاختنق القطاع بالحصار الاسرائيلي حتى الموت جوعا ' ، و أشار الى ان هذه الانفاق 'بدأ الغزيون بحفرها قبل 3 سنوات عندما بدأ الحصار على غزة ، و عددها هو بالمئات و قد استهدفها القصف الاسرائيلي بشكل رئيسي و دمر بعضها و لكن الكثير منها موجود لأنه لا بديل لها' ..
و تابع 'الغزيون يحفرون النفق الواحد في عشرين يوم تقريبا و المواد الغذائية هي اهم ما ينقل و قد يشمل ذلك حتى الماشية بانواعها اضافة الى مواد البناء و الاجهزة الضرورية و الناس طبعا'
و اضاف ' دخلت القطاع و تجولت في انحائه ، غزة و مخيم جباليا و غيرها ، و رأيت حجم الدمار الذي لا يصدق و الذي لا تستطيع كل كاميرات الفضائيات نقله ما لم يطلع عليه الانسان مباشرة ، احياء كاملة ازيلت بالقذائف و القنابل و بجرافات مدرعة هائلة الحجم جعلت من الصعب تمييز أي كانت المنازل و اين كانت الحقول الزراعية و اين كانت الشوارع ، في بيت لاهيا رأيت بقايا من القنابل الفسفورية لا تزال مشتعلة بعد القائها باسابيع ' ، و يتابع 'أما معاناة الناس المعيشية فبالغة السوء فلا كهرباء و لا ماء و الطعام شحيح و البنزين شبه مفقود يكفي ان اقول ان سعر اسطوانة الغاز بلغ 120 دولار و الناس تطهو على ما تعثر عليه من اخشاب' .
و يمضي قائلا 'على رغم ذلك فمعنويات الناس عالية و كل الشهداء و الجرحى الذين سقطوا لم يزيدوا اهل غزة الا تمسكا بالمقاومة و اقتناعا بجدواها ، و من كان يرى الحلول السلمية قبل ذلك صار مقتنعا الآن ان اسرائيل لا تسعى لاي سلام و ان هدفها هو رضوخ الفلسطينيين لها مقابل الفتات و ان ذلك لا يواجه الا بالمقاومة بانواعها' ، واضاف 'هدف الحملة الاجرامية على غزة هو تصفية القضية الفلسطينية برمتها و فرص حلول استسلامية لا يبقى للفلسطينيين بعدها وطن و لا كرامة لذلك كان الصمود في غزة مسألة حياة أو موت للشعب الفلسطيني و لكرامة الأمة من بعد ذلك' .
و أشار الطبطبائي الذي كان اول برلماني عربي يدخل غزة الى انه التقى ببرلمانيين فلسطينيين في القطاع و حضر جلسة للجنة المالية للمجلس التشريعي الفلسطيني و حضر الى مقر نواب 'حماس' فيه ، و قال ان اسرائيل لم تكن تستهدف حماس و قيادييها كما قالت بل ضربت كل شيء يتحرك في قطاع غزة و كانت المساجد و المدارس على رأس قائمة الاهداف ، و الهدف المعلن لاسرائيل كان وقف الصواريخ و قطع لمعابر و تصفية المقاومة و هي اهداف فشلت فيها جميعا و لكن الهدف الحقيقي هو العقوبة الجماعية الاجرامية ضد اهل غزة لالتزامهم الدفاع عن حقوقهم و قضيتهم .
و تابع الطبطبائي 'اسرائيل لم تكسر ارادة الصمود هذه ووجدت الابتسامة على وجوه الناس رغم كل ما حدث و رغم المعاناة المستمرة ، و حاليا تم تهجير آلاف الاسر من بيوتها و كثير من الناس ينام في العراء و في البرد ، و لاحظت انه على رغم كثرة الحديث عن ارسال الاغاثة فان القليل منها وصل و لا يغطي حاجة تذكر ، أما المليارات التي يتحدثون عنها فانها لا تزال على الورق ..'
و أشار الى ان اهل غزة رغم افتقادهم للكهرباء كانوا على اطلاع جيد على ردود الفعل العالمية على ما يحدث لهم ، ووجدت ان الموقفين الشعبي و الرسمي الكويتيين هما موضع تقدير من الاخوة في غزة و من البرلمانيين الفلسطينيين ، و الناس تابعوا هناك موقف 22 نائبا في مجلس الامة ضد زيارة محمود عباس الى الكويت و أشادوا بهذا الموقف ضد من يتاجر بقضية فلسطين ..'
و نفى الطبطبائي ان يكون تعرض لاي مضايقة خلال رحلته الى غزة سواء في مصر او فلسطين ، و قال انه يتوقع ان يقوم وفد من مجلس الامة قريبا بزيارة لقطاع غزة ، كما انه سيتوجه غدا مع وفد شعبي كويتي الى دمشق للالتقاء بقادة الفصائل الفسطينية المقاومة للاحتلال لتقديم الدعم المعنوي لصمود الشعب الفلسطيني امام مخططات تصفية القضية و اخضاع الامة للغطرسة الاسرائيلية ، و قال ان مايحدث في غزة لا يهم اهلها او الشعب الفلسطيني فقط بل يهم العرب و المسلمين جميعا .
تعليقات