ما أكثر المواطنين الذين يتغنون بحب الوطن وهم ابعد ما يكونون عن ذلك.. هكذا يرى وليد الأحمد

زاوية الكتاب

كتب 726 مشاهدات 0

وليد الاحمد

الراي

أوضاع مقلوبة!- كويتيون ولكن...!

وليد الأحمد

 

ظهرت المواطنة الحقة على حقيقتها بعد انتهاء احتفالات افراح الاستقلال والتحرير، بكم هائل من فضلات الطعام والاوساخ والقاذورات التي خلفها البعض من ابناء وطني خلف ظهورهم على شارع الخليج العربي وفي ساحات الاحتفالات الكثيرة والميادين... إلا من رحم ربي!

وبرزت معاني اللحمة الوطنية والتعبير عن الشعور بالحب تجاه الآخرين، بما شاهدناه من الكم الكبير من رغوة «الفوم» والصابون ورشاشات الماء وبالوناتها التي ألقيت بـ «فرح» و«أمانة» على المارة ومن في مركباتهم من مواطنين ووافدين لا ذنب لهم سوى مرورهم بهذا او ذاك الشارع او أرادوا المشاركة بالفرحة... إلا من رحم ربي!

وستظهر لنا الايام القليلة المقبلة مدى شعور المواطنين بالمسؤولية تجاه الوطن عندما يزيلون مخيماتهم الربيعية من البر مع نهاية هذا الشهر لنشاهد بعدها اجمل صور ظلم الانسان للطبيعة والبيئة واقبح عمل ممكن ان يرتكبه في حق نفسه والآخرين والوطن... إلا من رحم ربي!

الشعور بالمسؤولية وحب الوطن قولاً وعملاً، في حقيقته تربية اسرية قبل ان يكون تعليما حكوميا او سماع اغان!

فما لم ينبع هذا الحب من رحم الاسر، لن نصل الى حقيقة معنى حب الوطن!

قبل ايام توقفت ام بسيارتها مع ابنائها امام فرع جمعية تعاونية في منطقة العدان لتشتري لهم العصائر والحلويات، وبعد ركوبهم السيارة وامام والدتهم، قام احدهم بإلقاء قنينة ماء بعد شربها امام حاوية الزبالة الملاصقة له لتقع خارجها لا داخلها، فلم تعلق والدته وتركته وكأنه لم يصنع شيئاً. فما كان من السيارة القريبة المتوقفة بجانبهم الا ان نزل احد الشباب منها ليأخذ القنينة ويضعها في الحاوية بصورة احرجت والدة الابناء!

ما أكثر المواطنين الذين يتغنون بحب الوطن ويطربون على الاغاني الوطنية بل ويتمايلون معها ويلبسون الاعلام ويزينون منازلهم بها، وهم ابعد ما يكونون عن ذلك... إلا من رحم ربي!

فقط مجموعة «إلا من رحم ربي»، هي من تستحق ان يفخر بها الوطن ويضعها على رأسه ويشيد بدورها ويجعلها مثالا يحتذى للمواطن الصالح الذي يعشق تراب الوطن ويطبق شعار «كل مواطن خفير»! في الاسبوع المنصرم، حذر مديرعام الهيئة العامة للبيئة الشيخ عبدالله الأحمد أصحاب المخيمات من ترك مخلفاتهم في البر، مطالباً اياهم بضرورة تنظيف مواقع تخيمهم وإزالة مخلفاتهم وإلا فسيعرضون للمساءلة القانونية والغرامة!

وهو كلام منطقي بل لابد من التأكيد عليه وتحذير المخالفين... ولكن!

على الطاير:

- سؤالنا للحكومة يقول: مقابل آلاف المخيمات التي ترحل تاركة مخلفاتها في الهواء الطلق وكذلك ما حدث من أوساخ في بيئة ساحات فرح التحرير الاسبوع الماضي، كم مواطنا تعرض للعقوبة وكم شخصا طبقت عليه الغرامة؟

ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع... بإذن الله نلقاكم!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك