أيُعقل ألا يجد السياسيون والعسكريون بديلاً لإيقاف مآسي الحروب إلا بحروب أخرى؟!.. يتسائل عبد المحسن جمال

زاوية الكتاب

كتب 577 مشاهدات 0

عبد المحسن جمال

القبس

رأي وموقف- ميزانيات حروب.. وميزانيات تنمية

عبد المحسن جمال

 

بم يتفاخر البشر اليوم؟ هل بانتصاراتهم وقدراتهم العسكرية، أم ببناء دولهم وثقافة شعوبهم؟

هناك بون شاسع بين رؤية المفكرين والمثقفين في العالم ورؤية السياسيين والعسكريين؛ فالعالم اليوم يتعرّض لمشاكل بيئية لم يسبق لها مثيل، يتمثّل في التغييرات المناخية وثقب الأوزون، ومشاكل اجتماعية تتمثّل في زيادة الفارق بين الأغنياء والفقراء، وتزايد نسبة الفقراء ومن هم تحت خط الفقر إلى مستويات جديدة، لم تكن في السابق.. ناهيك عن تناقص الموارد الطبيعية مقارنة بالزيادة السكانية التي هي في اطراد، عقداً بعد آخر.

وكذلك مشكلة مياه الشرب التي تواجه دولاً كاملة، حيث يزداد الجفاف وتقل المياه الصالحة للشرب.

ومن الملاحظ أيضاً زيادة عدد اللاجئين نتيجة الحروب والاضطهاد والصراعات العرقية. وفي الوقت نفسه تزداد نسب البطالة والعاطلين عن العمل كل عام. أما أكثر الآفات فتكاً في العالم فهي انتشار المخدرات في أكثر من موقع.

كل ذلك يتطلب من المجتمع الدولي، وبالأخص، الدول الغنية والمقتدرة، العمل الجاد لإيجاد حلول جذرية لهذه المشاكل أو على الأقل إيقاف نموها.

لكننا نرى أن عكس تلك الجهود هي التي يتجه إليها السياسيون، فهم يدعون إلى زيادة التسلح في دولهم وزيادة الإنفاق على القدرات العسكرية التي أصبحت مكلفة في هذا العصر، ولو كان ذلك على حساب فرص التنمية والبناء وحل مشاكل البشر!

مفارقة غريبة يلجأ إليها السياسيون، وكأن أحدهم لا ينتمي إلى نفس المجتمع البشري الذي يعيشون مشاكله ويتلمسون ويلات حروبه!

أيُعقل ألا يجد السياسيون والعسكريون بديلاً لإيقاف مآسي الحروب إلا بحروب أخرى؟!

أين جهود العقلاء والمفكرين والمثقفين، وخططهم لإيجاد مناخ إنساني عاقل، ومجتمعات متحابّة، وعالم خالٍ من البغض والكراهية والعنف.

إنه تحدٍّ للبشرية كلها بمختلف أديانها وأفكارها وأيديولوجياتها واتجاهاتها؛ فالعالم مقبل على هاوية يقودها المتعصّبون أو على رخاء وتنمية، يقودها العقلاء، فلمن تكون الغلبة في نهاية الأمر؟

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك