من باب الحماس والفخر والاندفاع القومي والديني يردد البعض كلاما لا أساس له من الصحة .. صلاح الساير يكتب حقيقة العرب
زاوية الكتابكتب مارس 3, 2017, 12:48 ص 452 مشاهدات 0
الأنباء
السايرزم- حقيقة العرب
صلاح الساير
من باب الحماس والفخر والاندفاع القومي والديني يردد البعض كلاما لا أساس له من الصحة وضارا لا نفع فيه، مثل قولهم «كنا قبل الإسلام قبائل متفرقة نرعى الأغنام وبعد الإسلام أصبحنا نرعى الأنام»، والعبارة غير سليمة من عدة نواح، أولها أنها تنطوي على خلط واضح بين العروبة والإسلام، فالدين جاء للبشرية جمعاء، وليس للعرب وحدهم. كما أن هذه العبارة الساذجة تصور الدين بالنسبة للعرب على انه وسيلة للحكم والتسلط على العالم، علما بأن التوسع الإسلامي في العديد من مناطق العالم تم كذلك على ايدي الامبراطوريات التركية والمغولية.
***
توهم الانتقال العربي «من رعي الغنم إلى رعي الأمم» ينطوي على نظرة دونية للشعوب الأخرى، ويكشف عن مدى احتقار من يردد هذه العبارة الغبية للأعراق البشرية الأخرى التي كرمها الله بآدميتها، فلا ينبغي تشبيهها أو مقارنتها بالأنعام، إضافة إلى أن ذلك التطور الذي جرى في منطقتنا جرى في سائر أنحاء العالم، فالنظريات العلمية رصدت وحللت مراحل تطور المجتمعات البشرية من النمط البسيط إلى النمط الأكثر تعقيدا. أما الواقع المرير فيؤكد أن الكثير من العرب لا يزالون في مراحلهم البدائية حيث الاحترابات الفئوية والتمترسات الضيقة، وأنا وأخوي على ابن عمي.
***
الخطيئة الكبرى التي ينطوي عليها ذلك القول المكرور تجاهل التاريخ العربي قبل الإسلام، ذلك أنه يتوهم أن الناس في الجزيرة العربية كانوا مجرد رعاة أغنام قبل أن يكرمهم الله بالدين الحنيف، وفي ذلك تجنّ على الحقيقة التاريخية، فالعرب كان لديهم حضارة في شبه الجزيرة العربية منذ أزمان طويلة، عملوا بالتجارة ومهروا بصناعة السفن وركوب البحر والاتصال بالعالم الخارجي وبرعوا بالمعمار والزراعة وتطوير أنظمة الري، كما اهتموا بالفنون والجانب العقائدي والسياسي فشيدوا المعابد وأقاموا الممالك العربية القديمة.
تعليقات