نتمنى أن نسمع من المسؤولين من يبادر إلى عمل شيء لهذا البطل.. يتحدث مبارك الدويلة عن الفجي
زاوية الكتابكتب فبراير 27, 2017, 11:59 م 2188 مشاهدات 0
القبس
حصاد السنين- فبراير.. ذكرى التحرير والفجي
مبارك الدويلة
فبراير شهر المناسبات السعيدة، ففيه الاستقلال من التبعية لبريطانيا، وفيه ذكرى التحرر من أقذر عمل يعتدي فيه الشقيق على شقيقه، والتخلّص من الاحتلال الغاشم والغزو الغادر لهدّام العراق، ولذلك تجدنا في الكويت وفي شهر فبراير من كل عام نقيم الاحتفالات ومظاهر الفرح في كل مناطق الكويت ومحافظاتها بهذه المناسبات السعيدة، لكنها أيضاً ممزوجة بشيء من الذكريات الصعبة والحزينة لمن فقدناهم في هذه الحرب الجائرة، من أسرى لم يعودوا، وشهداء سقطوا على أرض الكويت ورووا ثَراها بدمائهم.
وفي فبراير، نستذكر بطولات شباب وشابات الكويت، الذين قاوموا الاحتلال عسكرياً ومدنياً، وتم توثيق العديد من هذه البطولات، والتي أصبحت تتداول على كل لسان، ولعل من نافلة القول اليوم أن نستذكر البطل محمد مبارك الفجي الذي كان له مع إخوانه في المقاومة دور لا يُنسى! لقد كان الفجي صديقاً مقرّباً من صدام حسين أيام الحرب العراقية ـــ الإيرانية، ووقف موقفاً داعماً لصديقه في حرب كنا ننظر إليها أنها اعتداء لتصدير الثورة الإيرانية للخليج، ولكن هذا الموقف لم يشفع للفجي عند المجرم بعد الحرب، بل كانت النتيجة أن اعتدى على بلده، وطلب منه دعم الاحتلال، ولكن الفجي رفض ذلك بشدة، وبدلاً من دعم الطاغية بادر إلى تشكيل خلايا لمقاومة الاحتلال، حتى أصبح محمد الفجي من أوائل المطلوبين للنظام العراقي، وبادر الاحتلال بالاستيلاء على كل أمواله ومصادرتها والتضييق على عائلته، إلى أن جاء التحرير وعادت الكويت إلى أهلها، وأخزى الله تعالى صدام وحزبه، وخرج يجر أذيال الهزيمة، ثم انتقم الله لنا منه بعد ذلك!
لكن ماذا حصل لمحمد مبارك الفجي بعد ذلك؟!
مع الأسف الفجي كغيره من رموز المقاومة الأتقياء الأنقياء لم يجدوا التقدير المنتظر من الدولة، وحاول إعادة تجارته من جديد، ولكن الظروف كانت صعبة ولم تسعفه الأحوال المتقلبة، فتعثّر من دون أن يجد من يأخذ بيده، فخرج يبحث عن الرزق في الدول المجاورة، وما زال في رحلة البحث الطويلة!
اليوم هذا البطل الكويتي لا يستطيع العودة إلى الكويت بسبب الظرف الاقتصادي الذي يمر به، وقد باع كل ما بحوزته لسداد ديونه، حتى منزله الخاص، وكان من المنتظر أن تكون هناك فزعة كويتية شعبية ورسمية يتجسّد فيها معنى التكافل الذي جُبل عليه الكويتيون، تقديراً لمن أهدر أمواله مرتين، الأولى في دعمه للعراق في وجه من رآه عدو العراق والخليج، والمره الثانية عندما رفض كغيره من الكويتيين تأييد الاحتلال، فكان جزاؤه مصادرة كل أمواله، ولكن مع الأسف لم تكن هناك مبادرة ناجحة من طرف مؤثر!
نتمنى أن نسمع من المسؤولين من يبادر إلى عمل شيء لهذا البطل الذي ضيّعته مواقفه البطولية، خصوصاً أن ديّانه مؤسسة شبه حكومية، ولكن السؤال: كم من فجي عندنا نستهم الكويت، ونساهم الناس؟!
تعليقات