آن الأوان لأن تكون لاحتفالاتنا معان كبيرة زاخرة تفخر بها الاجيال..يتحدث عادل المزعل عن العيد الوطني
زاوية الكتابكتب فبراير 25, 2017, 11:54 م 411 مشاهدات 0
الأنباء
صراحة-أعيادنا الوطنية
عادل المزعل
عندما يحلّ علينا عيدا الوطني والتحرير ينبغي علينا أن نخرّ ساجدين لله شاكرين فضله ونعمه علينا، ولقد مررنا بتجربة قاسية ومؤلمة، فهل هناك أقسى من فقد الوطن والهوية؟! وعندما يحل هذان العيدان لابد أن نذكر أو نتذكر ما مر بنا ونعتبر بتلك الأحداث القاسية وما كان ينتظرنا من بلاء لولا لطف الله ورعايته وإلا كنا سنصبح من اللاجئين المشردين، فاللهم لك الحمد ولك الشكر اناء الليل وأطراف النهار، فقد عادت إلينا الكويت وعدنا اليها، وجعلتنا نرى عظمة قدرتك على من تجبر وظن ان لن يقدر عليه احد، فعصفت به وبجنوده إلى اسفل سافلين وفرقت شملهم وهزمت جمعهم وجعلتهم هباء منثورا.
لك الحمد يا ربنا فقد طهرت بلدنا من دنس عدو مغتصب لا يرحم، عاث في ارضنا فسادا وتدميرا، وأشعل في مصدر رزقنا حرائق ظن أنها لن تخمد إلى يوم يبعثون (ويمكرون ويمكر والله خير الماكرين)، أحمدك يا رب لقد هيأت لنا من حارب ووقف معنا ومع الحق وانتزع بلدنا من براثن الطاغية وأزلامه وحررنا تراب الكويت من دنس البعث الصدامي، لك الحمد والشكر نصرتنا وانتصرت لكل المستضعفين في الأرض.
كما علينا جميعا ونحن نستقبل أعيادنا الوطنية أن نترحم على شهدائنا الأبرار الذين فاضت أرواحهم الطاهرة فداء لتراب الكويت وان نتأدب بآداب هذه المناسبة العظيمة بأن نحسن الاحتفال ولا نتجاوز الأدب في احتفالاتنا، فإذا الله عز وجل قد أمدنا بأسباب النصر فلنحفظ للمولى عز وجل حرماته ولا نسيء بارتكاب المعاصي بدعوى الاحتفال بالنصر، فالاحتفال بالنصر يكون بالتقرب إلى الله وذكره وأخذ العظة والعبرة مما حدث لنا ويكون بتقوى الله والترحم على شهدائنا وشهداء من وقف معنا من الدول العظيمة الغالية، ونحن نحتفل في هذه الاعياد ونرسم البسمة على شفاه الناس لا نستغل هذه الأجواء بالرقص والمجون، فقد اشتكى كثير من الناس بالأعوام الماضية من التصرفات الطائشة الصبيانية كالرقص في الشوارع وتشغيل الأغاني الهابطة التي ابتلينا بها وفتح سيارات العائلات ورش الرغوة التي تسبب أمراض العيون.
كذلك ليس التحرش بالنساء والتزاحم معهن من آداب الاحتفال، وليس التشفيط بالسيارات والاستهتار وارتكاب الحوادث دلالة على الفرح والسرور، فالله سبحانه وتعالى عندما نصرنا على اعدائنا إنما نصرنا بفضله وقدرته، ثم بفضل الدول الأجنبية والإسلامية والعربية الصديقة وأعمال البر والتقوى والخير التي كانت تقدمها الكويت ومازالت تقدمها إلى كل محتاج في جميع بلدان العالم، فلا تفسدوا علينا فرحة التحرير والنصر وتحولوا هذا العرس الجميل إلى حوادث لا تحمد عقباها، فلنجعل احتفالاتنا فرصة للتقرب الى الله واستذكار نعمه علينا واستذكار شهدائنا وشهداء من دافعوا عنا والذين فاضت أرواحهم فداء للكويت، علموا أولادكم حب الوطن وآداب الاحتفال وذكروهم بالمرارة التي عشناها في فترة الغزو، وذكروهم بنعمة الله علينا، وعلموهم ان يقدسوا الشهادة في سبيل الوطن، وأن يقدموا أرواحهم فداء للكويت، وعمقوا فيهم الولاء والانتماء لهذه الأرض الطيبة المعطاءة.
لقد آن الأوان لأن تكون لاحتفالاتنا معان كبيرة زاخرة وكلمات رائعة تعتز وتفخر بها الاجيال، فليحصد الأبناء ما زرع لهم الآباء، ولابد أن نتذكر جميعا أمير القلوب أميرنا الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، وحبه للكويت وترابها، ونتذكر كذلك الأمير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله وحبه للكويت، ونتذكر شهداءنا الأبرار وشهداء من وقف مع الكويت الذين فاضت أرواحهم ودماؤهم زكية طاهرة على تراب الكويت، وأن نتمسك جميعا بتعاليم الإسلام السمحة، ونتوجه إلى الله بالشكر أن منّ علينا بهذا النصر العظيم
قال الشاعر:
حزت نصرنا يا كويت العرب
وتسامى شعبك الحر الأبي
وسمت اعلامنا خفاقة
فوق هامات النجوم والشهب
اللهم أصلح ولاة أمورنا وارزقهم البطانة الصالحة ووفقهم لما تحب وترضى، اللهم احفظ بلادنا من عبث العابثين وكيد الكائدين وعدوان المعتدين، اللهم من أراد بلادنا بسوء فاشغله بنفسه ورد كيده في نحره واجعل تدبيره في تدميره يا سميع الدعاء.
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه اللهم آمين.
تعليقات