غياب الإدارة الناجحة تسبب في تدهور الدول العربية.. بوجهة نظر صلاح الساير
زاوية الكتابكتب فبراير 23, 2017, 11:53 م 478 مشاهدات 0
الأنباء
السايرزم- حكومات خربة!
صلاح الساير
ثانية أشير إلى القمة العالمية للحكومات التي انعقدت في دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحديدا أشير إلى الجلسة الحوارية التي تحدث فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله، عن استئناف الحضارة في منطقتنا التي وصفها بأنها مهد الحضارة الانسانية، وأن الإنسان الذي استطاع بناء الحضارة في الماضي قادر على استئنافها في منطقة لا تنقصها الموارد الطبيعية والبشرية ولكن تنقصها الإدارة، وبهذا التشخيص يكون الشيخ محمد بن راشد وضع أصبعه على الجرح، حسب التعبير الدارج. ذلك لأن الإدارة هي الأساس والعمود الرئيس الذي تستند عليه الأنشطة الكبيرة أو الصغيرة، الخاصة أو العامة.
***
عند الحديث عن النهضات الحضارية تأتي الإدارة (السياسة) قبل الموارد أو الثروات أو الموقع الجغرافي أو الإرث التاريخي. وأشير إلى اليابان كمثال، للدولة التي لم يمنعها شح الموارد الطبيعية وكثرة الزلازل ودمار الحرب العالمية الثانية من تحقيق نهضتها العظيمة وتحولها إلى قوة اقتصادية عالمية. فالنجاح يتحقق بسبب الإدارة الناجحة التي يقودها قائد (مدير) ناجح، وكذلك الفشل يتحقق بسبب الإدارة الفاشلة والمدير الفاشل، وكم شركة شهدت لها الأسواق بالنجاح تحولت إلى شركة خاسرة بسبب تغيير إدارتها وفقدانها للرؤية السليمة وعدم قدرتها على المنافسة أو اتخاذ القرار في الوقت المناسب!
***
غياب الإدارة الناجحة أو «السياسة الصالحة» تسبب في تدهور الدول العربية بعد دخول العرب في مرحلة الانقلابات العسكرية حين تولى المسؤوليات الحكومية أهل الثقة وتم إقصاء أهل الخبرة. ولو أن الحكومات العربية لم تهيمن على حياة الناس بأجهزتها الخربة والفاشلة لما تراجعت مجتمعاتنا على النحو الفادح الذي نعيشه. أقول: لو أن الحكومات تركت الحرية للناس يتولون تعليم أبنائهم لقدموا لفلذات أكبادهم تعليما افضل أو تعليما حقيقيا، خاليا من السياسة والتسحير والتلفيق. وكذلك لو أن الحكومات العربية تركت الدين يسبح في الفضاء المدني كشأن خاص بالعباد مثلما كان قبل نشأة الحكومات لما شهدت مجتمعاتنا التطرف الذي تعيشه اليوم.
تعليقات