بأي وجه يمكن أن يقابلوا الناس.. يتحدث حمد العصيدن عن النواب ' القبيضة'

زاوية الكتاب

كتب 650 مشاهدات 0

حمد العصيدان

الراي

من زاوية أخرى- أنا قبّيض... فهل من «دفّيع»؟!

حمد العصيدان

 

لا أخفيكم سراً بأن نفسي «الأمّارة بالسوء» حدثتني أن أصبح «قبّيضا» بعد أن تابعت الأرقام «الفلكية» التي عرضها النائب رياض العدساني في جلسة مجلس الأمة يوم الأربعاء الماضي، والتي حصل عليها قبيضة مجلس الأمة ثمناً لمواقفهم السياسية في مجلس 2009، ولاسيما أن بعضهم كان يعيش على «بساط الفقر»، بل حتى بساط الفقر عرضه للبيع قبل أن ينعم الله عليه بعضوية مجلس الأمة. ولكنني تراجعت عن وسوسة نفسي لأنني علمت أن لا أحد يمكن أن يشتري موقفي، اللهم إلا إذا كان موقف السيارة أمام البيت، أو في مقر العمل!

الأسماء والأرقام التي أعلنت الأربعاء كانت صادمة، ليس في مجمل القضية بشكل عام، فالقضية انتشرت منذ سنوات وبالرقم الإجمالي لما عرف باسم «التحويلات المليونية» وتم التلميح لبعض من تورط من النواب في ذلك الوقت. ولكن الإعلان عن أسماء النواب وبالأرقام المفصلة لما قبضه كل نائب، هو الشيء الجديد والصادم والذي فضح الكثيرين ممن كانوا يبيعون على الناس القيم والمبادئ، فكانوا أول من باع قيمه ومبادئه وتخلى عن كل شعار رفعه أو وعد، وعد به ناخبيه، وليستولي على أموال عامة وينزوي بعيدا عن العيون بعد أن انتقل بين ليلة وضحاها، من العيش «على الحديدة» إلى رجل من أصحاب الملايين.

فبأي وجه يمكن أن يقابلوا الناس، وهم الذين استغلوا ثقتهم وأصواتهم ليبيعوا مواقفهم وذممهم في مجلس الأمة؟! وإن لم تتحرك القضية من جديد ويحاسب هؤلاء المرتشون قضائياً، فمن المؤكد أن حسابهم الاجتماعي قد وقع وسقطوا من حسابات الناس وفقدوا احترامهم، ولن يكون لهم أي وجود بعد اليوم.

وإن لم يكن لجلسة الأربعاء الماضي إلا حسنة واحدة هي إعلان الأسماء والأرقام، فيكفيها ذلك لأنها قد أنهت الجدل والشكوك ووضعت النقاط على الحروف، وأظهرت للناس ما فعل من أولوهم ثقتهم وأقسموا على احترام الدستور والقانون، فباعوا كل ذلك من أجل حفنة من الدنانير. وأي حفنة تلك؟ فمن كان يعيش على معاش تقاعدي لا يكاد يكفيه، وجد نفسه يصبح من أصحاب الملايين «مثنى ورباع وسباع...» فليهنأ بمال السحت الذي ارتضى أن يتقاضاه من أجل أن يغض الطرف عن تجاوز، أو أن يقف مع الباطل، ويكفيه ـ إن لم تطله يد القضاء ـ أنه سقط من أعين الناس والمجتمع كله، وينتظره حساب الله على مال اكتسبه بالحرام، وسيكون إنفاقه في أوجه لا تختلف كثيرا عن طريقة اكتسابه.

***

بأسلوب امتزج بين السياسة والأدب، ولغة ارتقت إلى مكانة من عبرت عنه، أرّخ الكاتب خالد العذاب لحقبة الكويت الحديثة، بكتاب أصدره تحت عنوان «السنة الإلهية سر حصول صاحب السمو على تسمية أمير الإنسانية»، وهي ملحمة وطنية أرادها هدية في شهر الأفراح الوطنية، لراعي نهضة الكويت صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد، يستعرض فيها جوانب نيرة من سيرة أمير الإنسانية، لتكون إضافة إلى مكتبة زاخرة بمؤلفات تتناول مآثر سمو الأمير. ويتميز كتاب العذاب الجديد بمزجه بين النصوص الشرعية والشعر والأدب والنثر، فأجاد في تطويع اللغة لتنتقل بين كل تلك الأغراض بحرفية وتمكّن، وأسلوب عذب يستحق معه الثناء على ما أنجزه. ولاسيما أنه كسر حاجزا مهما كتابته تمثلت في الربط بين إبداعات البشر وإرادة الله لهم، بأسلوب محكم وبديع.

إصدار يستحق الإشادة نرجو لمؤلفه المزيد من التألق والنجاح والإنتاج الأدبي الوفير.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك