السياسة الخارجية الكويتية هي الأقرب إلى سياسة الواقع.. برأي عبد المحسن جمال
زاوية الكتابكتب فبراير 20, 2017, 12:06 ص 512 مشاهدات 0
القبس
رأي وموقف- السياسة الكويتية والدبلوماسية الواقعية
عبد المحسن جمال
يوما بعد يوم، وموقف بعد آخر، تثبت السياسة الخارجية الكويتية أنها الأقرب إلى سياسة الواقع في تعاملها مع الأحداث الإقليمية والعالمية.
من المعروف في علم السياسة أن الدول الصغيرة لا تؤثر تأثيرا مباشرا في الأحداث الدولية، إلا أن بعضا منها يستطيع من خلال طرح أفكار وآراء واقعية أن تجعل الآخرين يتبنونها ويسيرون لتحقيقها إذا ما كانت تخدم مصالح الجميع ومن خلال أرضية مشتركة.
ومن يدرس تحركات ومواقف السياسة الخارجية الكويتية على مدى مسارها الطويل يجد أن التعامل مع الأحداث من خلال «الواقعية السياسية» هي الطابع الذي تسير عليه، والأسلوب الذي تفضله، منطلقة من فهمها للمساحات التي يمكن أن تتحرك من خلالها، والمصداقية التي يتمتع بها قياديوها، والاحترام الذي يكنه قادة العالم وسياسيوه لتاريخها العريق في التعامل مع الأحداث التي مرت بها بما فيها تلك المراحل الصعبة التي استطاعت اجتيازها بعقلانية وشجاعة واقعية، من دون تهور أو عناد لا طائل منه.
وتمتاز السياسة الكويتية باحترامها لإنسانية الإنسان وخصوصية الفرد، ناهيك عن الجماعات والفئات، لذا فإن حقن الدماء والابتعاد عن الحلول الطائشة والاستخدام غير المبرر للسلاح في حل المشكلات هو ديدنها، وفكرها الذي تسير عليه ما استطاعت الى ذلك سبيلا.
فهي احدى الدول المطالبة بعدم الانحياز، والتي تسعى لعدم استخدام أسلحة الدمار الشامل، وتسعى لحقن الدماء، والتي تطالب بتقديم الحوار البناء والصريح لحل المشكلات بين الدول، وتغليف البعد السياسي بالبعد الإنساني، الذي اشتهرت به، قيادة ووطنا وشعبا.
ومن يتابع الأسلوب الكويتي في التفاوض مع الدول، يجد أنها تقترح حوارا ولا تفرض حلولا، وتبدي ليونة «حازمة» وتتجنب خشونة التعامل مع الآخر، وتفتح آفاقا رحبة من الصبر الجميل متجنبة الغموض وأنصاف الحلول.
لذلك كله كسبت السياسة الكويتية برجالاتها احترام العالم وتقدير الشعوب، وفهم الحكومات لدورها المحوري في التقريب بين المتخالفين.
تعليقات