هل نحن عنصريون؟.. وائل الحساوي متسائلا
زاوية الكتابكتب فبراير 14, 2017, 12:05 ص 502 مشاهدات 0
الراي
نسمات- هل نحن عنصريون؟
د. وائل الحساوي
استوحيت فكرة هذا المقال من مقال لكاتب أردني مشهور كتبه في جريدة الدستور الأردنية يخاطب شعبه بقوله: «أنتم تحتجون على سياسة الرئيس الأميركي ترامب العنصرية وموقفه من الأجانب، ونحن لدينا الكثير من مثل تلك العنصرية في بلادنا ضد الأجانب»!
ثم ضرب الكاتب الكثير من الأمثلة بمعاملة الخدم وبخس حقوقهم، وبالاستهزاء بأجناس معينة بسبب لغاتهم وتصرفاتهم، وبفرض ضرائب على الأجانب أو زيادة اسعار الخدمات عليهم دون غيرهم من المواطنين.
وفي الحقيقة أننا لا نقل سوءا عما ذكره الكاتب الاردني بل ونزيد عنه من ناحية التفاخر على كثير من الجنسيات وتحقيرها والاستهزاء بها، طبعا فإن ذلك ما يفعله نسبة قليلة من الكويتيين ممن لم تختلط بشعوب العالم ولم تتغرب في الخارج، فتجدها لا ترى في تلك الشعوب إلا التخلف والانحطاط، بينما ينفخ في ذاته إلى درجة التقديس، ولكن فعل هذه القلة ينعكس على الجميع ويشوه صورة الكويتي في الخارج إلى درجة ان ترامب قد استدل بالكويت لإثبات صحة نظريته بمنع المهاجرين من سبع دول وصرح بأن الكويت قد سبقتهم بمنع مواطني خمس دول من دخول اراضيها- وهو ادعاء باطل لم تفعله الكويت- ولا شك ان دخول بعض نواب الامة على الخط ومزايدتهم على بعض المغردين في التنفير من الاجانب والمطالبة بالتشديد عليهم وفرض الرسوم الباهظة عليهم وطردهم، لا شك ان ذلك كان له انعكاسه على الأمور!!
بعض القوانين التي تم سنها سابقا والتي كان فيها نوع من التمييز بين الناس بحجج واهية قد اثارت الرأي العام الدولي علينا لا سيما ما يتعلق بعدم مساواة المرأة بالرجل فيما يختص بالسكن والراتب وبسحب الجناسي دون وجه حق ممن تم اعطاؤهم تلك الجناسي، والحقيقة بان منظمات حقوق الانسان تهاجم بشراسة كل انحراف في الحقوق وتحرج الدولة امام العالم!!
ما رأيناه من هجوم لاذع على ترامب من تلك المنظمات ومؤسسات المجتمع المدني بسبب سياساته العنصرية والتفريق بين الناس على أساس الدين هو مفخرة للجميع لا سيما من القضاة الاميركيين الثلاثة الذين اصدروا حكما برفض القرار التنفيذي الذي اصدره ترامب بمنع مواطني سبع دول اسلامية من دخول الولايات المتحدة، حيث بين القضاة بان ذلك القرار يتصادم مع المبادئ الاساسية للولايات المتحدة التي تمنع التفريق بين الناس على اساس الدين، وان قرار ترامب واضح بانه ضد المسلمين لا سيما وان الاستثناء لذلك القرار كان للنصارى المقيمين في تلك الدول!
إن واجبنا هو أن نكون القدوة للآخرين وأن نطبق تعاليم ديننا الحنيف الذي رفع شعار: «إن أكرمكم عند الله اتقاكم»، وشعار «لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى»، فبذلك فتحنا البلدان سابقا وأوصلنا رسالة الإسلام إلى الجميع عن طريق المعاملة الطيبة والأخلاق النبيلة.
تعليقات