ذكرى محفورة في وجدان الشعب الكويتي

محليات وبرلمان

26 عاما على انطلاق عاصفة الصحراء لتحرير البلاد من براثن الاحتلال

1187 مشاهدات 0


تمر على الكويت اليوم ذكرى محفورة في تاريخها وذاكرة ووجدان شعبها، عندما انطلقت فجر يوم 17 يناير عام 1991 أول غارة جوية لقوات التحالف الدولية معلنة بداية عملية «عاصفة الصحراء» لتحرير البلاد من براثن الاحتلال العراقي الغاشم.

وكان قرار بدء العملية قد اتخذه الرئيس الاميركي السابق جورج بوش نحو الساعة 11 صباح يوم 15 يناير 1991 بعد اجتماع مع كبار مستشاريه للامن القومي على أن يتم التنفيذ في الوقت المحدد ان لم يحدث انفراج ديبلوماسي في الدقيقة الاخيرة.

وشهدت حرب تحرير الكويت تطبيق أحدث التطورات التكنولوجية العسكرية وبدا التفوق واضحا لدرجة فقدت معها القوات العراقية إمكانات الاتصال ونقل المعلومات بين القيادات والافراد وقطاعات الجيش المختلفة.

وبدأت عملية عاصفة الصحراء لتحرير الكويت بضربة جوية هجومية لا مثيل لها في العنف والشدة حين أقلعت الطائرات المشاركة في الضربة من حاملات للطائرات في الخليج العربي والبحر الاحمر وقاعدة انجرليك الجوية في تركيا والقواعد الجوية في السعودية والبحرين.

وتابع الملايين من المشاهدين في أنحاء العالم بما في ذلك أهل الكويت في الداخل تطورات الحرب على شاشات التلفزيون وشاهدوا الغارات الجوية على بغداد ليلا مثلما شاهدوا اندلاع النيران في ابار النفط التي أشعلها العراقيون والدمار الذي أحدثته صواريخ سكود العراقية في المعسكرات الأميركية بالسعودية.

ووجه سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء آنذاك المغفور له الشيخ سعد العبدالله كلمة إلى أبناء الكويت المرابطين داخل الكويت، حيث حيا صمودهم ضد جحافل الظلم والطغيان ورفضهم الخضوع للطغاة المعتدين وبشر سموه أن شمس التحرير ستشرق عن قريب وان ساعة الخلاص من طغيان المجرمين أزفت وان بشائر اللقاء على ارض الوطن الحبيب تلوح في الافق القريب.

وسيطرت التكنولوجيا وتكتيكات الحرب على مجريات الأحداث فقد شنت ثماني طائرات اباشي أي اتش - 64 غارة على علو منخفض لتدمير محطات الرادار بصواريخ ومدافع ثقيلة حيث أقامت ممرا تمكنت من خلاله طائرات التحالف من القصف دون أن تكتشفها الرادارات العراقية.

وشاركت طائرات «جاجورا» بدور كبير في توجيه الطائرات المهاجمة والتشويش على الاجهزة المضادة والرادارات.

وكان لطائرات «اف 117» دور أساسي في الضربة الاولى، حيث أعمت الرادارات العراقية وقصفت أهدافا في بغداد ولم يستطع الدفاع الجوي العراقي ان يسقط أي طائرة منها.

واستمرت غارات اليوم الاول 240 دقيقة متقطعة اشتركت بها 400 طائرة بطلعات بلغت 1200 طلعة نفذت القوات الجوية السعودية والكويتية منها 302 طلعة ودمرت خلال عمليات اليوم الاول نحو نصف طائرات العراق وهي جاثمة فوق الارض واشتركت في هذه الطلعات طائرات مختلفة الأنواع وبتوجيه من طائرات الاواكس في حين أطلقت البواخر الحربية الأميركية نحو 100 صاروخ من طراز توماهوك أصابت أهدافها في العراق والكويت.

وتركزت الغارات على مرافق الاسلحة البيولوجية والذرية والكيميائية في الموصل واربيل والكوفة ونينوى ونمرود في شمال العراق ومدن السماوة وبغداد والبصرة في الجنوب وكذلك ضرب قواعد برية في الكويت.

وانتهجت قوات التحالف الدولي أسلوب الحرب الالكترونية في تعطيل محطات الطاقة الكهربائية العراقية ولم تعمد الى قصف هذه المحطات بالسلاح التقليدي وهو القنابل الشديدة الانفجار.

وغيرت عملية عاصفة الصحراء التفكير السياسي والاستراتيجي في المنطقة وبينت أن الحرب الحديثة تعتمد بشكل كبير على الجو مما ابطل نظرية التحصينات والخنادق والخطوط الدفاعية الثابتة وأظهرت عدم جدواها أمام التقدم التكنولوجي في الاسلحة الحديثة.

وفي غضون أسبوعين شلت العملية دفاعات العراق الجوية وقيدت سلاحه الجوي إضافة إلى التشويش على أجهزته الرادارية ونظم القيادة والاتصال.

واشترك في حرب تحرير الكويت اكثر من 100 سفينة أميركية بما فيها المدمرة «ميزوري» التي قصفت مواقع داخل الكويت مستخدمة قذائف ضخمة تزيد زنة الواحدة منها على ألف كيلو غرام والمدمرة «ويسكانس»، التي شاركت للمرة الاولى منذ الحرب الكورية، إضافة إلى حاملات الطائرات «سارتوغا» و«كينيدي» و«تيودور روزفلت» و(أميركا«و»ميدواي«و»رينجر«و1800 طائرة مقاتلة و1700 طائرة هليوكوبتر.

وشاركت في الحرب 40 طائرة أف 117 (شبح) بطلعات جوية بلغت 1300 طلعة كما شاركت 48 طائرة»أف 15 أي سترايك أيغل«بعدد 2200 طلعة واستخدمت القوات الأميركية جهازا يدعى»سلاجر' يحمل باليد وهو عبارة عن مزيج من كمبيوتر وجهاز اتصال يمكن الدبابات وحتى المشاة من الاتصال فورا بالأقمار الصناعية لايصال المعلومات اضافة الى استخدام ثمانية أقمار اصطناعية للتصوير فوق المواقع العراقية في الكويت والعراق وللإنذار المبكر ضد صواريخ سكود وللتنصت طوال 24 ساعة.

ولعبت القوات الجوية الكويتية دورا بارزا في حرب تحرير الكويت حيث قامت بضرب الاهداف داخل الكويت في سبيل المحافظة على الممتلكات الكويتية بالاضافة إلى ضرب المطارات ومرابض المدفعية العراقية وتجمعات العدو باختلاف أحجامها وأهميتها وصنوفها.

وبانتهاء العمليات الجوية والبرية يوم 27 فبراير 1991 كانت قوات التحالف قد أسقطت 88500 طن من الذخائر منها ذخائر موجهة ذات درجة عالية من الدقة.

وبلغت مساهمات دول التحالف في حرب تحرير الكويت 53 مليار دولار، كان نصيب المانيا منها 6 مليارات و572 مليون دولار، واليابان 10 مليارات و72 مليون دولار، وكوريا الجنوبية 355 مليون دولار، والكويت 16 مليارا وستة ملايين دولار، والسعودية 16 مليارا و839 مليون دولار، والامارات اربعة مليارات و88 مليون دولار، ودول أخرى 30 مليون دولار.

وكان إيمان دول التحالف بعدالة القضية الكويتية وعودة الشرعية إليها هو الذي ساهم بحشد كل هذه القوات لاخراج جيش النظام العراقي من الكويت فقد بلغ عدد دول التحالف ما يقارب 32 دولة اشتركت جميعها تحت قيادة واحدة.

وشارك اكثر من 750 الف جندي منهم نحو 500 الف اميركي يمثلون القوات البرية والبحرية ومشاة البحرية والقوات الجوية و30 الف بريطاني و13 الف فرنسي يضاف إليهم نحو 200 الف عنصر يشكلون الوحدات العربية التي انضمت الى التحالف.

وبفضل من الله ثم بإصرار تلك الدول الشقيقة والصديقة لاح بريق النصر يوم الـ 26 من فبراير عام 1991 لتعود الكويت حرة أبية يفيء بظلها القاصي والداني في ظل حكم آل الصباح الكرام.

الآن - كونا

تعليقات

اكتب تعليقك