نشعر بالخزي وبالأسف وبالخجل..ينتقد صالح الشايجي تحطيم الكويت شجرة عيد الميلاد

زاوية الكتاب

كتب 878 مشاهدات 0

صالح الشايجي

الأنباء

بلا قناع- «سترت وجهي يا كويت من خجلي»!               

صالح الشايجي

 

وسط ضجيج ورفض عالميين، قامت حركة «طالبان» الأفغانية المتطرفة، عام 2000 وفي فترة تمكنها من حكم أفغانستان، بتدمير تماثيل «بوذا»، والتي يعود تاريخ إنشائها إلى أكثر من ألفي عام، وتلك التماثيل تعتبر من التراث الإنساني، وهذا ما جعل العالم بأجمعه يرفض ويندد بشدة بهذا العمل الهمجي اللاأخلاقي.

وفي عام 2016 تقوم الكويت بتحطيم شجرة عيد الميلاد التي ترمز لاحتفال إخوتنا المسيحيين بميلاد نبيهم!

ما الفرق بين ما قامت به «طالبان» وما قامت به الكويت؟!

فعل «طالبان» يرى البعض أن له مسوغات ومبررات شرعية، وأن تماثيل بوذا أصنام، وأن إقامة الأصنام حرام شرعا! لذلك جرى تحطيمها من قبل تلك الحركة الجاهلة التي لا تلتفت للإنجاز الانساني ولا تعترف به.

ولكن ماذا عن الكويت، الدولة الدستورية الديموقراطية المتكفلة برعاية حقوق الناس جميعا والتي تقيم العدل والمساواة وتحترم المعتقدات الدينية حسب دستورها؟

إن كانت «طالبان» اعتدت على رموز لديانة وثنية، فإن الكويت اعتدت على رموز لديانة سماوية! فأيهما أشد جرما، «طالبان» أم الكويت؟!

«طالبان» اعتدت على ديانة لا يوجد فرد واحد يعتنقها في الأراضي الأفغانية، ولكن الكويت اعتدت على ديانة يدين بها ربما نصف سكانها أو حول ذلك.

الكويت غرزت سكينا في صدر كل مسيحي على أرضها، وأهانت كل المسيحيين في شتى أنحاء المعمورة.

ولمصلحة من يتم ذلك؟! هل يعقل أن دولة بكامل ما تمثله وما تدعيه من ديموقراطية ودستورية وصخب يعلو ولا يهدأ وشوارع تموج وميادين تضج، تستجيب لطلب عضو من أعضاء ديمقراطيتها الكاذبة المزورة، فتسفك دم المسيح في ذكرى ميلاده؟!

إني وكل كويتي وكويتية، نشعر بالخزي وبالأسف وبالخجل، وإن عيوننا تكاد تلامس الأرض أمام كل مسيحي على أرض بلادنا وفي أي مكان في العالم.

أما يكفي أن المسيحيين يقتلون في بلدانهم على أيدي حفنة مجرمة من مجانين المسلمين، حتى تأتي الكويت تلك البلاد الصغيرة التي ندعي أنها واحة سلام، لتقتل المسيح في يوم ميلاده وتخزن الأحزان في قلوب أتباعه وهم مليارات البشر؟!

هل نسيت الكويت أن من احتلها مسلم غزاها في ليل أرعن تحت راية «الله اكبر»، وأن من حررها من «أخيها المسلم» هو من أتباع المسيح الذي سفكت دمه؟!

وأستعير قول الراحل «غازي القصيبي»:

«سترت وجهي يا بغداد من خجلي»

فأقول:

«سترت وجهي يا كويت من خجلي»!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك