ما يحدث في حلب لا علاقة له لا بالدين ولا بالطوائف ولا بأي شيء غير المصلحة.. كما يرى محمد المطني
زاوية الكتابكتب ديسمبر 19, 2016, 12:09 ص 459 مشاهدات 0
النهار
نقش- حلب درس للأبد
محمد المطني
تحركت المكائن الإعلامية في العالم مع تحرك القوات العسكرية التي دكت حلب على رؤوس قاطنيها دون اعتبارات انسانية لتبرر ما يحدث بأنه حرب على التطرف، حدث جلل بدا في ظاهره حرباً على الإرهاب كمبرر لكل التسويات السياسية التي تستخدم البارود لضمان نجاحها، خطة سياسية عامودها القوة أولًا ثم الجلوس على الطاولة وطريقتها نشر الدموع والجروح قبل الوصول إلى حل.
كشف المجتمع الدولي عورته التي كشفتها أحداث سابقة كغزة بصمته عن هذه الكارثة الانسانية وحقيقتها المرة، ولم يعد اليوم الحديث عن العدالة والقانون حديثًا مفيدًا ونحن نشاهد الصمت بل وغض الطرف حتى تسوية الأرض بساكنيها، صمت مطبق للجميع وكأنها خطة معدة مسبقًا وليس علينا وفق هذه الخطة إلى الانحدار بحروبنا الطائفية القشرية التي تزيدنا همًا وتزيدهم نجاحًا.
ما يحدث في حلب وفي باقي مناطق العالم المنكوبة لا علاقة له لا بالدين ولا بالطوائف ولا بأي شيء غير المصلحة، هي حرب سياسية تسعى إلى النفوذ والسيطرة وفي سبيل ذلك تستخدم هذه الأمور والمبررات لتغطي عيوبها وتشغل منافسيها بينهم بينما تحقق النجاحات وتضم هذه المناطق وتلك ونحن في حروبنا الكلامية منشغلون.
حلب قضيتها انسانية بحتة وما يحدث فيها لا يمكن اعتباره إلا مجزرة انسانية ودليل نفي للحديث الرومانسي عن السلام والعدالة وعن تحرك المجتمع الدولي الذي أثبت أنه سيف على الأضعف فقط، يدكون الأرض ويرملون النساء والأطفال ونحن مشغولون كما كنا دائمًا بتوافه الأمور وقشورها، يحققون نجاحاتهم على الأرض ونحققها نحن بجدالاتنا الطائفية البغيضة التي يصنعونها ويمهدون لها الأرضية لنسير عليها كالأغبياء.
علينا التعاطي مع ما حدث وما سيحدث في المستقبل بمنظور وبوصلة واحدة فما نرفضه اليوم يجب أن نرفضه غدًا إذا تم على مخالفينا، وحدها النظرة الإنسانية لقيم الكرامة والعيش الكريم من ستنقذنا من هذا التناقض الذي تلعب فيه المصلحة دور البطولة ووحدها الإنسانية من ستوحدنا وتطفئ لهيب الكره والبغض الذي عمقته آلة السياسة في نفوسنا.
ليس هناك أسوء ممن يقوم بالإرهاب إلا من يبرر هذه المهالك والجرائم بحجة مواجهة الإرهاب، هذا المصطلح الذي استخدمه الغرب كحصان طروادة لهدم كل أمل في الاصلاح والتقدم، فما فائدة محاربة الإرهاب إذا كان سيصنع إرهابًا أعظم منه؟ حفظ الله بلادنا وبلاد غيرنا. تفاءلوا.
تعليقات