المجلس الحالي اثبت انه سيعمل ما يريد.. بوجهة نظر عبد المحسن جمال
زاوية الكتابكتب ديسمبر 17, 2016, 12:20 ص 564 مشاهدات 0
القبس
رأي وموقف-الرمح من أول ركزة
عبد المحسن جمال
الجلسة الاولى لمجلس الامة في دورته الاولى من الفصل التشريعي الخامس عشر كانت ذات مغزى وأبعاد من الممكن ان نحكم من خلالها على اسلوب النواب في التعاطي مع الاحداث.
فقَسم النواب «الملتزمين» لم يعد ذا قيمة على ما يبدو، ما دام البعض يحنثون به متى ما أرادوا!
فقد أقسموا على «حرمة» انتخابات الصوت الواحد، ثم حللوه لأنفسهم وخاضوا الانتخابات بعد ان دخل بعض زملائهم السجون، وامتنع البعض الآخر عن خوض الانتخابات!
ثم اجتمعوا في بيت أحدهم متضامنين للتصويت لرئيس ينتمي الى «معارضتهم» ليتفاجأ الجميع بأن «كلام الليل يمحوه النهار»، وان الرئيس مرزوق الغانم ما زال هو المفضل لنواب «المعارضة». أما المرشحان الاخران، فلم ينل اي منهما ما يعادل اصابع يديه!
وبعد انتخابات الرئاسة وقف احد النواب «المعارضين»، وبدلا من ان يوجه «تهانيه» للرئيس الجديد كما هو العرف الديموقراطي، فاذا به يوجه له «تحذيراً» لا معنى له، فالعضو لا سلطان له على زميله العضو الآخر، فما بالك على الرئيس!
وفي الوقت نفسه يدخل في جدال «عقيم» مع رئيس السن حين طلب من الحكومة عدم التصويت في انتخابات الرئاسة، وهو طلب فاجأ رئيس الجلسة الذي اوضح له بان كلامه لا يمت الى الدستور بصلة، وان جداله ليس الا مضيعة للوقت، و«جهلاً» بمواد الدستور وروحه.
وبعد نتائج الانتخابات تبين ان الرئيس الغانم حصل على اصوات اغلبية الاعضاء المنتخبين بدرجة تفوق المرشحين الآخرين بثلاثة أضعاف، ناهيك عن اصوات الحكومة، مع أن التصويت سري!
وينبغي على هذا العضو ان «يهاجم» زملاءه «المعارضين» الذي «غدروا» به وبزميله ولم يعطوهما الا «الفتات» من الاصوات!
واذا «كان الرمح من اول ركزة» كما يقول المثل، فان المجلس الحالي اثبت انه سيعمل ما يريد، وان «المعارضة» ستواصل اختراقها للدستور واستعراضها غير الموفق من خلال التهديد والوعيد، وتضييع الوقت في صراع مع النواب والرئيس بدلاً من التركيز على القضايا المهمة للمواطنين.
ولكن المأمول ان اغلب النواب سيتركون هؤلاء يتكلمون كما يشاؤون، وهم يصوتون كما يرونه مصلحة عامة.
تعليقات