حلب ليست نهاية المطاف فحتى لو سقطت فلن تكون تلك النهاية.. برأي عبد العزيز الفضلي
زاوية الكتابكتب ديسمبر 16, 2016, 12:43 ص 567 مشاهدات 0
الراي
رسالتي- الإنسانية تنتحر على أسوار حلب
عبد العزيز الفضلي
هل بقي في العالم، إنسانية بعد كل مشاهد الدمار التي تعرضت لها مدينة حلب، والتي طالت الإنسان والجماد.
الإنسانية التي تتغنّى بالدفاع عنها الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية، أين هي من انتهاك آدمية الإنسان في حلب؟!
من المحزن المبكي عندما تقرأ رسالة فتاة من أهل حلب وهي تستفتي العلماء عن حكم قتل نفسها إذا لم تجد وسيلة للدفاع عن نفسها قبل أن يعتدي عليها ذئاب النظام السوري.
ومن المؤلم أن تقرأ وصف أحد الناجين من المجازر، وهو يشببها بأهوال يوم القيامة التي يكون فيها الناس - من هول الموقف - سكارى وما هم بسكارى، والكل يبحث عن النجاة بنفسه لا يسأل عن غيره!!
على من ننادي؟ هل نخاطب نخوة العروبة لدى أعضاء جامعة الدول العربية، والتي أصبحت جسداً بلا روح؟
أم نناشد الاخوة الإسلامية لدى دول منظمة المؤتمر الإسلامي، والتي يبلغ عدد أعضائها 57 دولة، والمفترض فيها الدفاع عن حقوق أكثر من 1،5 مليار مسلم؟
أم نطالب الأمم المتحدة، ومجلس «العفن» واللذيْن آخر ما يفكران فيه حقن دماء المسلمين، حتى أن مبعوث الأمم المتحدة للقضية السورية يصرح بأنه سيتم تنسيق خروج النازحين من أهل حلب لمن يريد الخروج طواعية من المدينة؟
وكأن عشرات الآلاف من النازحين يريدون الخروج باختيارهم، وليس هربا من الموت الذي يلاحقهم في كل مكان!!
إن على الدول العربية والإسلامية قاطبة الانتفاضة الفورية لنجدة أهل حلب، من أجل إيقاف شلالات الدماء، وتأمين المأوى اللائق والمناسب للاجئين.
وأن تتم المطالبة العاجلة بمحاكمة مجرمي الحرب ومرتكبي المجازر، بدءا بالنظام السوري، والموالين له من القوات والميليشيا الطائفية القادمة عبر الحدود من لبنان والعراق وإيران، وانتهاء بالحكومة الروسية، التي تقود المعارك حاليا وتنتهك كل القيم الإنسانية.
إن الواجب على الدول العربية خصوصا دول الخليج أن توقف سقوط حلب، وأن تدعم الشعب السوري قبل القضاء على ثورته، فالمؤامرة أكبر من مدينة حلب.
لقد سقطت بغداد بأيدي إيران وحلفائها، ثم تلتها صنعاء، وها هي حلب على وشك السقوط.
والدور آت - لا سمح الله - على دولنا الخليجية.
لا نريد أن نصل إلى مرحلة نردد فيها: «أُكلت يوم أُكِل الثور الأبيض» ولا نريد تكرار مأساة المسلمين في أرض الأندلس، يوم تساقطت الممالك الإسلامية واحدة تلك الأخرى، والكل كان يظن أن الخطر بعيد عنه، حتى جاء الدور عليه.
إن من الأمور التي نفخر بها في الكويت هي تلك النخوة المشهودة لأهلها، على المستويين الرسمي والشعبي.
فلقد عقد نواب مجلس الأمة مهرجانا خطابيا داخل المجلس تنديدا بمجازر حلب دعت له الحركة الدستورية، وتم التوقيع على طلب لعقد جلسة طارئة للمجلس للتباحث حول القضية، كما تداعت قوى شعبية لتنظيم اعتصام أمام السفارة الروسية في الكويت تنديدا بجرائم الروس في حلب.
واستنفرت اللجان والمؤسسات الخيرية لجمع أكثر من مليون دينار لإغاثة المنكوبين في حلب.
هذه الفزعة يحق لنا أن نفخر بها، وهي ليست بغريبة على الشعب الكويتي، وأما تلك الغربان الناعقة والتي تعتبر ما جرى في حلب إنما هو تطهير لها من الإرهاب، أو تلك التي تشمت بسقوط الشهداء، أو تلك المستهزئة بالوقفات الاحتجاجية فإنما هم من سقط المتاع، وحالهم هو حال المنافقين في المدينة زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا هم بالذين قاتلوا أو نصروا، ولا هم بالذين صمتوا!!
حلب ليست نهاية المطاف، فحتى لو سقطت، فلن تكون تلك النهاية، وسينتصر الشعب السوري على أعدائه، وبقاء الروس لن يدوم في سورية، وكما أنهم طُردوا من أفغانستان تحت ضربات المجاهدين، سيطردون من سورية مع نظامهم العميل بإذن الله تعالى «والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون».
تعليقات