محمد الوشيحي يسخر من نجاد وقمة الدوحة ومشعل فى حوار إلى ابنه الذى لم يكمل عامه الأول اختتمه بالبلل!

زاوية الكتاب

كتب 1298 مشاهدات 0





«بو عزوز»... حللها
 
مشكلته أنه لا يحب الجلوس في المقاهي ومشاهدة الناس كما يفعل أبوه، الذي هو أنا، ولذلك أجلسته على فخذي ورحنا، أنا وهو، نتابع قمة الدوحة على التلفزيون، ورحت أشرح له الأحداث: إسرائيل، وأنا أبوك، هي التي جلبت لنفسها المصائب، وهي التي أيقظت المارد من سباته وأخرجته من قمقمه، وأيام وستقرأ أخبار صراعات الورثة في الصحف بعد موت إسرائيل، يا ابني، لطفك يا لطيف.
أكملت حديثي الموجه لـ «بو عزوز» (ابني سعود الذي أصيب بنوبة غرور خبيثة بعدما أكمل عامه الأول قبل أيام): وهذا رئيس إيران، أحمدي نجاد، الذي دُعي للقمة هذه لأنه ينتمي لقبائل عدنان، يعني من ربع مبارك الديحاني، ونحن وأنا أبوك من قحطان، لا جدّ يربطنا به. وأحمدي نجاد، والظليمة شينة، هو أكثر من شتم إسرائيل وأحرق أعلامها، وهو من ضحى بالغالي والنفيس، والغالي هو حزب الله وحماس، والنفيس هو الأطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيون، وإيران تعطي بيمينها ما لا تعلم عنه شمالها.
وقمة الدوحة تطالب بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، لكنها لم تسأل مشعل وقيادات حماس وإيران عن السبب في إشعال فتيل الحرب وجر الويلات على الأبرياء العزل، ثم الولولة والصراخ لإيقافها بعد ذلك! أرقام قياسية في عدد الشهداء يا ابني، تجاوزوا الألف شهيد وفي طريقهم للألفين، أما الجرحى والمصابون ففوق طاقة الآلات الحاسبة. وقد تسألني عن الحل الذي يملكه العرب في مثل هذا الموقف، وسأجيبك: لو اهتمت القيادات بتعليم الشعوب تعليما صحيحا، واحترمت آدمية مواطنيها، وأوقفت نهب خيرات الوطن، وحكمت بين الناس بالعدل بدلا من أن تذلهم، وكافحت الفساد، وغير ذلك من هذا الكلام الكبير، وتوقفت عن التحرش بإسرائيل لفترة لا تقل عن سبعين عاماً، حينها فقط، أي بعد سبعين عاماً من هذا النهج والتطور الصحيح، سيتمكن العرب وبسهولة من استرداد حقوقهم، ولا تطلب من الذليل الأخذ بثأرك، علمه العزة أولا يا غبي، ثم دعه يتصرف، وسيعجبك. بعد سبعين عاماً سيعجبك. حينها سأكون أنا قد شبعت موتا وتكون أنت في الواحدة والسبعين من عمرك، وبالتأكيد ستعيش أنت إلى ذلك الوقت، فعمر الشقي بقي، وانت شقي نقي، أما إذا مت أنت قبل ذلك، فذنبك على جنبك، ستفوتك فرصة مشاهدة انتصارات العرب.
أهلكت نفسي بالتحليل والتعليق، وصاحبنا بوعزوز يعبث بشعرات شنبي وهو جالس في حجري. سبحان الله، هذا الولد يذكرني بطفولتي، وأرى فيه غبائي... و«في فجأة» سمعت أصواتاً غير رومانسية، فأغلقت أنفي بإبهامي وسبابتي وصرخت: «تعالوا بسرعة شيلوا بوعزوز غسّلوه وغيّروا حفاظاته»، فحملوه عني وأنا أصفق له إعجاباً وأتمتم: هذه هي البلاغة بالفعل، أنا تطلّب الأمر مني ساعة ونصف للتعليق وشرح الوضع السياسي العربي، وهو من دون أن ينطق بكلمة استطاع التعليق على ردة الفعل العربية تجاه غزة. الناس مواهب.


محمد الوشيحي

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك