حول مستوى جودة التعليم في الكويت.. يتحدث وائل الحساوي
زاوية الكتابكتب ديسمبر 4, 2016, 12:22 ص 650 مشاهدات 0
الراي
نسمات- قصة نجاح «بن»!!
وائل الحساوي
في ديترويت ولد الطفل الأسود الفقير بنيامين كارسون في 18 /9 /1951 وعاش مع والدته في ظل فقر مدقع!
كانت الأم تعمل بجد وجهد كبير لتأمين حياة متواضعة لابنها، ولم تكن تعتمد على ما توفره الحكومة من رعاية اجتماعية!
يقول عنها ابنها بن كارسون في سيرته الذاتية: «لقد كانت تعمل كثيراً وفي بعض الأحيان كنا حتى لا نراها طوال أسبوع كامل، كانت تغادر المنزل عند الساعة الخامسة صباحاً وتعود عند الساعة الحادية عشرة ليلاً، أو في منتصف الليل متنقلة من وظيفة لأخرى فقد كانت مصممة على ألا تكون واحدة من أولئك الأمهات اللواتي يعتمدن على الرعاية الاجتماعية»!
في ظل انشغالها بالكفاح المتواصل من أجل صغيرها، فإنها لم تتمكن من متابعة تحصيله الدراسي، وصُدمت عندما علمت أن ابنها هو الأسوأ والأغبى في صفه الدراسي!
وكانت لاحظت من خلال عملها في منازل الأثرياء أن أولادهم كانوا يقضون ساعات ما بعد المدرسة وهم يقرؤون الكتب بنهم شديد، بينما كان ابنها يضيع وقته في اللعب ومشاهدة البرامج التلفزيونية!
ولذلك قررت الأم أن تخطط لأمر معين كانت تدرك في أعماقها أنه سيحدث تغييراً في حياة صغيرها! حين عادت إلى المنزل أخبرت ابنها بقرارها فقالت له كما يحكي «بن» سوف تبدأ بمطالعة الكتب بمعدل كتابين اسبوعياً وسوف تطفئ جهاز التلفزيون السخيف ولكي أتأكد من أنك تقرأ جيداً ستزودني بتقارير عن الكتب التي تقرأها اسبوعيا!
يقول «بن» عن والدته: كانت شديدة وحازمة في تنفيذ قرارها رغم معارضتي لذلك في بداية الأمر لكن أمام إصرارها وحتى لا تحرمني من اللعب ومشاهدة التلفاز رضخت لقرارها!
كان «بن» يستعير كتابين في الاسبوع من المكتبة العامة، ويكتب عنهما ملخصا لوالدته التي أخبرته بأنها ستقوم بمراجعة التقرير بدقة على الرغم من أنها لم تحصل إلا على شهادة الصف الثالث الابتدائي! فيما بعد أصبح بن الأول على صفه الدراسي تخرج في المدرسة الثانوية بتفوق، الأمر الذي مكنه من الحصول على منحة للالتحاق بالجامعة!
كان حلمه أن يكون طبيباً وفعلاً سجل بكلية الطب وتميز فيها تدرب وعمل في مستشفيات عدة ذات مكانة عالية في بلاده!
عندما بلغ من العمر (33) عاماً، أصبح رئيس قسم جراحة أعصاب الأطفال وكان في الواقع الطبيب الجراح الوحيد في مستشفى جونز هوبكنز. أظهر «بن» براعة عالية في إجراء العمليات الجراحية حصل بسببها على ترقيات عدة متتالية في عمله! وهو أول طبيب جراح في العالم يقوم بفصل التوأمين السياميين الملتصقين بالرأس وقد ألف أكثر من 90 مؤلفاً طبياً!
وصفت مكتبة الكونغرس الأميركية في العام 2001 «بن» بأنه أحد الأساطير الحية الـ 89 وفي العام 2009 منحه الرئيس جورج بوش الميدالية الرئاسية للحرية وهي أعلى تكريم تمنحه الحكومة الأميركية للمدنيين!
❊ الشعوب التي تعجز عن جعل المعرفة أسلوب حياة تظل على هامش التاريخ
الكويت... الأولى من الآخر!
احتلت الكويت المرتبة الأخيرة في اختبار «تيمز» الدولي للصف الرابع من بين 49 دولة شاركت في ذلك الاختبار في مجال الرياضيات والعلوم عام 2015!
ويعتبر اختبار «تيمز» من أهم الاختبارات على مستوى العالم، وشارك فيه حوالي 12 ألف طالب وطالبة من 50 مدرسة في الكويت، من التعليم العام والخاص!
وقد يتساءل الإنسان: هل الدول الأخرى أفضل من الكويت في إنفاقها على التعليم أو خلوّها من المعوقات التعليمية؟!
والحقيقة أن كل ذلك غير صحيح ولكنه اهتمام الأسر بأبنائها، وتوفير البيئة التعليمية الصالحة لهم، بينما أبناؤنا في أفضل الحالات يتم تقديم «الآيباد» للطفل الذي لم يتجاوز السادسة من العمر، والهاتف النقال من دون مراقبة!! ناهيك عمن يلقون أبناءهم على قارعة الطريق ولا يسألونهم عن تحصيلهم الدراسي!!
تعليقات