الأسرة والقبيلة مكون اجتماعي حشرهم في السياسة مؤذٍ ومكلف جداً في نتائجه.. كما يرى محمد المطني
زاوية الكتابكتب نوفمبر 28, 2016, 12:08 ص 371 مشاهدات 0
النهار
نقش- سياسة صلة الدم
محمد المطني
بعد أن وضعت حرب الانتخابات أوزارها التي مرت ثقيلة في أحداثها وبعد صدور النتائج التي جاءت متوقعة في بعض الدوائر وغريبة في دوائر أخرى، علينا لملمة خسائرنا وحصر مفقوداتنا وأبرز ما حدث لنتعظ ونحدد ما علينا فعله تجاه قضايانا وليس هناك قضية برزت في هذه الانتخابات مثل بروز الاستقطاب العائلي والقبلي والطائفي.
لا يمكن قبول استمرار هذا التفرق الذي انتجته الانتخابات والتعايش معه وتقبل وجوده الطويل نسبياً رغم أن الوضع الطبيعي يقول إن الاختلاف ينتهي دائماً مع اعلان النتائج وأن الأمور يجب أن ترجع كما كانت سابقاً فور إعلان النتيجة فلا بارك الله في السياسة التي تستطيع عزل مكوناتنا الاجتماعية والتفريق بينها ولا بارك الله فينا إن قبلنا حدوث ذلك وتعايشنا معه.
الأسرة والقبيلة مكون اجتماعي حشرهم في السياسة مؤذٍ ومكلف جداً في نتائجه، ولحماية هذه المكونات يجب إبعادها كلياً عن المشهد السياسي والاستعاضة عنها بتنظيمات سياسية تجمع المؤمنين بفكر معين لا المنتمين عرقياً لهذه الأسرة أو تلك القبيلة.
آثار ترك الدولة الطريق مفتوحاً لهذا التوجه والتخندق الغريب الذي شاهدناه في هذه الانتخابات ستكون مدمرة لنا في المستقبل ولا عجب إن قلنا إن التخندق في هذه الانتخابات كان فريداً فقد جمع الطائفية والقبلية ولأول مرة برز دور واضح للعوائل ودل على أن مشكلة التخندق متجذرة وأن الحل بتدخل الدول عن طريق تعديل جميع القوانين التي اسهمت في دعم هذا التخندق وقيادة المجتمع ليتحول هذا الاصطفاف من اصطفاف عرقي وطائفي إلى اصطفاف فكري سياسي يتعلق بالأفكار والرؤى لا صلة الدم.
مثل هذا الهدف هو ما يجب أن تعمل عليه الدولة في المستقبل القريب بتعليمها واعلامها وقوانينها لا أن تتركنا الدولة هكذا حتى يعزل كل مكون نفسه ويتخندق ثم نلوم المجتمع الذي أنتج لنا المقدمات التي صنعتها الدولة فعلى ماذا نلومهم ونحن من مهد ودعم وساند مثل هذه التوجهات؟.. تفاءلوا
تعليقات