حول التمركزات السكانية وخطر التقسيم الطائفي في الكويت .. يكتب علي الحويل

زاوية الكتاب

كتب 683 مشاهدات 0

د. علي الحويل

الأنباء

الزاوية- الضواحي السكنية بين الأمس والغد

د. علي الحويل

 

أخطأ مصممو الضواحي السكنية التي انشئت مطلع ستينيات القرن الماضي عندما نتج عن هذا التصميم توحيد التركيبة السكانية في كل منها، فلا تكاد تجد شيعيا ولا قبليا في الشامية وكيفان والفيحاء بينما يندر السنة والقبليون في الرميثية ولا وجود مهم للحضر ولا للشيعة في الفروانية والجليب وهكذا، توزيع فئوي وطائفي سمحت الدولة بتشكله وساهمت فيه، وقد كان ممكنا ان تكون هذه المناطق شبيهة ببيان والقرين وصباح السالم خليطا موزايكيا من الأعراق والفئات تعيش في تجانس يرسخ الوحدة الوطنية.

عندما ارادت «اسرائيل» حماية حدودها الشمالية عملت على تقسيم لبنان الى مناطق اربع رئيسة شيعية وسنية ومسيحية ودرزية، ظن اللبنانيون في البداية ان هذا التقسيم سيعطي كل فريق دون غيره قوة ومنعة وتفوقا على الأطراف الاخرى، والحقيقة انه كان المسمار الأخير في نعش الدولة اللبنانية والوحدة الوطنية وسهل على «اسرائيل» اشعال فتنة الاقتتال الطائفي وادامته، ولأن القتال الطائفي لا يعترف بحدود ولا يمكن تقييده بمنطقة دون الاخرى فقد اشتعل لبنان كله لسنوات عديدة انهار اقتصاده المتين خلالها وعانى شعبه واسع الثقافة في المجمل والمحب للجمال والفنون اقسى صنوف المعاناة وهجر اجمل البلاد العربية بحثا عن الأمن والسلام بعيدا عن دوي المدافع وازيز الصواريخ!

حتى لا نكرر التجربة اللبنانية علينا ان نتذكر دائما اننا جغرافيا بين فكي كماشة مكونة من دولتين في الشرق والشمال لهما اطماع صريحة في الكويت، وكلتاهما تدركان ان الأسلوب الأسهل للسيطرة على البلاد هو في افتعال النزاع الطائفي، فضلا عن ان الكويت مشمولة بمخطط برنارد لويس لتقسيم دول الشرق الأوسط وان التقسيم سيبدأ بشن حرب من نوعية حروب الجيل الرابع هدفها إحداث التقسيم بإشعال فتيل الاقتتال الطائفي، فاذا هيأنا المناخ العام له بتقسيمنا لمناطقنا السكنية الجديدة على أسس طائفية وفئوية نكون أسهمنا في تسهيل مهمة الطامعين في تدمير الوطن.

> > >

حروب الجيل الرابع هي حروب بالغة التعقيد يستخدم فيها الإعلام والعلوم النفسية وكل عوامل الضغط المتاحة، فضلا عن تشجيع قيام الثورات الانفصالية والاقتتال الطائفي في الدولة المستهدفة وتنتهي بإفشالها واخضاعها بأقل الخسائر في العنصر البشري وفي المعدات العسكرية على الدولة المعتدية.

> > >

كتابا الصديقين العزيزين احمد الصراف الكاتب والمفكر المرموق وفيصل العيار رجل الأعمال الشهير والناجح وهما على التوالي «كلام الناس ذكريات» و«مقالات ومال ورمال»، بالرغم من اختلاف محتواهما الا ان كليهما قدما رصدا صريحا وجريئا ودقيقا لحالة الدولة الكويتية في حقبة الثمانينيات وما تلاها.

الكتابان اضافة متميزة للمكتبة العربية ولا غنى لأي منشغل بأحوال امته عن قراءتهما، وقد صاغهما الكاتبان الملهمان بأسلوب سلس وممتع.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك