هل نملك قول الكلمة الصريحة لمن يطلب الصوت من المرشحين؟.. يتسائل عبد العزيز الفضلي
زاوية الكتابكتب نوفمبر 18, 2016, 12:21 ص 448 مشاهدات 0
الراي
رسالتي- هل الصراحة راحة ... مع المرشحين؟
عبد العزيز الفضلي
دار حوار بيني وبين أحد الأصدقاء حول مصارحة الناخب للمرشحين في مسألة التصويت له من عدمه في الانتخابات الحالية، والتي ليس للناخب فيها الحق إلا بالتصويت لمرشح واحد.
وهل الصراحة ستكون ممكنة، مع علاقة الناخب وارتباطه بعدة مرشحين من ناحية القبيلة أو الحزب أو الطائفة، أو لإنجاز المرشح لمعاملة سابقة؟
وكانت وجهة نظر الصديق أن الغرب أكثر صراحة منّا في هذه الأمور، ولذلك - حسب كلامه - تكون نسبة الاستطلاعات عندهم أقرب للصحة مما هي عليه عندنا.
لكن نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية الأخيرة، تقول عكس ما طرحه زميلنا، حيث فاز دونالد ترامب رغم أن معظم استطلاعات الرأي كانت تشير إلى تقدم هيلاري كلينتون.
صديق آخر أخبرني بأنه كان شاهدا على إحدى الديوانيات، حيث أقسم أصحابها لأحد المرشحين بأن تصويتهم سيكون له، وبعد مدّة جاء مرشح آخر لنفس الديوانية، فأقسموا له كذلك بأن صوتهم لن يتعدّاه!
أحد الأقارب عندما طلبت منه التصويت لأحد المرشحين، أخبرني بأنه عازم على التصويت له، لكنه لا يريد التصريح بذلك لأن لديه معاملة مع مرشح آخر ويحتاجه لإنجازها، وقد وعده بأنه سيصوت له في الانتخابات الحالية.
حضرت ندوة افتتاحية لمقر أحد المرشحين، وكان الخطاب فيها مؤثرا من حيث وصف الحال التي وصلت لها البلاد بالشواهد والبراهين، وضرورة اختيار القوي الأمين، وأهمية التصويت لمن يخاف على مصلحة البلد، قبل التفكير بالمصلحة الشخصية.
وبعد الندوة بيوم جاءني شخص عزيز يخبرني أن بعضا ممن حضروا حفل الافتتاح يحاولون الضغط عليه لقربه منهم، من أجل التصويت لمرشح - حكومي - من أجل إنجاز المعاملات!
وكأنّ ما طُرِح في الندوة ذهب أدراج الرياح!
وسؤالي للسادة القرّاء: هل تؤيّدون بأن يُصارح الناخبُ المرشحين بحقيقة اختياره، أم أن الأعراف والمحافظة على العلاقات الاجتماعية، والخوف على المصالح الشخصية تمنع ذلك؟
جاء أبو ذرّ الغفاري - رضي الله عنه - إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - يسأله الإمارة. فكان الجواب صريحا وواضحا: «يا أبا ذر إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزيٌ وندامة إلا من أخذها بحقها، وأدّى الذي عليه فيها».
فهل نملك قول الكلمة الصريحة لمن يطلب الصوت من المرشحين؟
أعتقد بأن الشعور بالحرج، وعدم امتلاك الشجاعة في قول رأينا الصريح، هو الذي يدفع العديد من المرشحين إلى نزول ميدان الانتخابات، رغم صفات الضعف الموجودة فيه، سواء كان الضعف في مواجهة المواقف، أو الضعف بقاعدته الانتخابية، أو الضعف بأدائه السابق، أو الضعف في القدرة على إقناع الآخرين... إلخ.
فهل الصراحة راحة مع المرشحين؟
تعليقات