ترامب قلب الطاولة على رؤوس الساسة التقليديين.. كما يرى سلطان الخلف
زاوية الكتابكتب نوفمبر 15, 2016, 12:12 ص 500 مشاهدات 0
الأنباء
فكرة- مع ترامب الأميركيون البيض يستعيدون مكانتهم
سلطان الخلف
رغم أن 63% ممن شملتهم استطلاعات الرأي الأميركي يرون في ترامب شخصا لا يصلح كرئيس للولايات المتحدة لأسباب تعود لكونه غير سياسي وذا نزعة عنصرية ضد الأقليات ويحتقر النساء، فقد جاءت النتائج مخيبة لهؤلاء عندما صوتت له غالبية الولايات الأميركية وكانت ضربة قاضية لمنافسته هيلاري وللحزب الديموقراطي وللرئيس أوباما الذي تمادى في تحذير الاميركيين من مغبة وصول ترامب إلى سدة الرئاسة.
نجح ترامب لأن الأميركيين سئموا من هؤلاء الساسة البيروقراطيين وخاصة الحزب الديموقراطي الذي لم ينتشل أميركا من مشاكلها الاقتصادية بعد أزمة 2008 ولم تنفع شعارات أوباما العاطفية (yes we can) التي كانت تدغدغ مشاعر الأميركيين حيث الكثير منهم لايزال عاطلا عن العمل مع عجز كبير في الموازنة العامة.
كان ترامب يخاطب الأميركيين بطريقة مباشرة تختلف عن الطريقة المملة التي يتبعها الساسة التقليديون وقد استطاع بعنصريته كسب الغالبية البيضاء الذين أحسوا بأن الأقليات من سود ولاتين وعرب وغيرهم من المهاجرين بما يتمتعون به من اهتمام بالغ لدى الحزب الديموقراطي قد يسحبون البساط من تحت أيديهم وهم - أي البيض - يعتبرون أنفسهم مواطنين أميركيين حقيقيين قبل وجود هذه الأقليات من الأغراب الذين يحاولون تهميشهم وهو ما دفعهم للتعاطف مع أطروحات ترامب العنصرية من أجل رد اعتبارهم وإعادة ثقلهم في المجتمع الأميركي، وهو ما يفسر دعم الغالبية من المحافظين البيض الإنجيليين له رغم سلوكياته التي لا تتفق مع مبادئهم الدينية، وتهنئة زعيم تنظيم «كو كلوكس كلان» العنصري له فور فوزه في الانتخابات، ولعل محاولات الرئيس أوباما ذي الأصول الأفريقية الحط من قدره كمرشح رئاسي قبل الانتخابات قد أثارت حفيظة الرجل الأبيض الأميركي الذي رأى في ذلك إهانة لترامب الذي ينتمي إلى عرقهم الأبيض وهو ما دفعهم للتصويت لصالحه انتقاما من أوباما الأسود الذي لا ينتمي إليهم عرقيا.
لقد قلب ترامب الطاولة على رؤوس الساسة التقليديين وانتزع الرئاسة من بين أيديهم بشعارات الكراهية والعنصرية وكشف عن هشاشة المجتمع الأميركي الذي بدا على حقيقته كمجتمع لم يتخلص بعد من رواسب العنصرية وكراهية الغير، ولم يسلم منه حتى حلفاؤه الأوروبيون وعلى رأسهم ألمانيا وفرنسا حيث يعتبرونه شخصية خطيرة تهدد قيمهم الديموقراطية ومصدر إلهام لليمين الأوروبي المتطرف الذي يتطلع إلى الزعامة ويراها بعد فوز ترامب أقرب إليه من أي وقت مضى كما صرحت بذلك مارين لوبان.
فإذا كان الأوروبيون يعيشون حالة من التوجس من سياسات ترامب تجاههم فمن باب أولى أن يتوجس العرب وبخاصة الخليجيون من خطورة تصريحاته العدائية ضدهم ويتخذوا كافة التدابير لمواجهتها فإن ترامب لن يكون أفضل من أوباما الذي تعود معظم المآسي الحالية في منطقتنا العربية إلى سياساته العدائية ضد العرب والمسلمين.
>>>
لم تكتف روسيا بقصف حلب بالطيران الحربي بل وقامت بإرسال قطع بحرية عملاقة من أجل قصف حلب بالصواريخ هذه المرة.
لن تجد روسيا ميدانا أفضل من سورية لتجريب أسلحتها العسكرية الجديدة كما لن تجد أميركا وحلفاؤها الأوربيون ميدانا أفضل من العراق لتجريب أسلحتهم العسكرية الحديثة ومن المؤسف أن دولا عظمى مثل هذه الدول لا تخجل وتستخدم مثل هذه الأسلحة الفتاكة ضد مسلحين غير محترفين وليسوا جيوشا نظامية ويكون الضحية هم المدنيين الذين غالبيتهم من النساء والأطفال.
تعليقات