تكافؤ الفرص... حلم كويتي مفقود!.. كما يرى وائل الحساوي

زاوية الكتاب

كتب 523 مشاهدات 0

وائل الحساوي

الراي

نسمات- تكافؤ الفرص... حلم كويتي مفقود!

وائل الحساوي

 

لحسن الحظ أن انتخابات مجلس الامة لم يتبق عليها إلا أسبوعان، فلسنا مستعدين لقضاء وقت أطول لمتابعة برامج المرشحين إلى ما لا نهاية!

أشعر بالأسف لمعظم المرشحين الجدد الذين لم يتم إمهالهم لإثبات أنفسهم وتعريف الناخبين ببرامجهم، ومنهم كفاءات مميزة تستحق التشجيع، وقد أصبح امتلاك المال وصرفه في الاعلانات الكبيرة والمقابلات التلفزيونية التي تطلب القنوات عليها مبالغ كبيرة، اصبحت هذه جزءاً أساسياً من شروط الوصول الى الناخبين، كما ان حجم موائد الطعام ونوعيته مهمة جدا في تقييم المرشح!

لا تصدق من يحاول اقناعك بأن هنالك مرشحين عصاميين يكتفون بعرض انجازاتهم وبرامجهم بتجرد ولا يقدمون لناخبيهم شيئا آخر، فعلى الأقل لا بد من اسياخ الشاورما اليومية وثلاجات الماء والعصير!

بالطبع فإن أطروحات المرشحين متنوعة ولا يمكن متابعتها لضيق الوقت ولكن اكثر المرشحين ركزوا على اهمية تكافؤ الفرص والعدالة في التوظيف والترقيات وفي احتلال المناصب المهمة في الدولة!

يبدو بأن هذه القضية بالرغم من بساطتها ووضوحها الا ان الحكومة لا تكاد تعيرها اي اهتمام، فالكل يشتكي من الواسطة في التعيين في المناصب وسهولة تخطي اصحاب الخطوة لغيرهم في كل شيء، حتى اصبح الاصل في كل شيء في البلد هو عائلتك وواسطتك، بينما يقف آلاف الشباب في طوابير بانتظار من يمن عليهم بالتعيين في وظائف تناسبهم! واذا تعينوا في وظيفة بعد شق الأنفس، يبدأ القمع ضدهم والتهميش والتجميد، وتجد من يأتي في آخر الوقت يتخطاهم في كل شيء!

إن هذه المعضلة قد تحولت الى وجدان الكثيرين في شكل سخط وتذمر وانعزال عن المجتمع، وابعاد الابناء عن الدخول الى المدارس الخاصة المتميزة بحجة ان ذلك لا فائدة من ورائه!

أين ذهبت مشاريع قوانين التعيين في المناصب القيادية، ولماذا تجاوزتها المجالس المتعاقبة، ولماذا تسابق نواب المجالس السابقة على تذليل تلك الصعوبات على خاصتهم ويتركون بقية الشعب يعاني الأمرين، ولماذا سكتوا عن إنفاق أكثر من 500 مليون دينار في سنة لإرسال آلاف المرضى الى الخارج وكان لناخبيهم الحظ الأوفر منها؟!

وماذا عن الحيازات الزراعية التي استولى عليها قلة من الناس تحت سمع الحكومة وبصرها وغيرها من المشاريع الكثيرة،وهل سيحقق المجلس المقبل ما عجزت عنه المجالس السابقة؟! أشعر بالاشمئزاز عندما أشاهد الكثير من النواب السابقين الذين يعرف الجميع بتواطئهم على سرقة أموال الشعب والثراء غير المشروع، ثم يتصدرون المجالس ليعظوا الناس في الأمانة والعدالة وحقوق الناس!

إن الذي يستحق العقاب على كل ذلك هم الناخبون الذين أوصلوهم وليس النواب وحدهم! ولكن كيف يصلح الطعام إذا الملح فسد؟!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك