لا أعتقد أن سياسة أميركا ستتغير في المنطقة.. هكذا يرى محمد السداني
زاوية الكتابكتب نوفمبر 12, 2016, 12:15 ص 440 مشاهدات 0
الراي
سدانيات- «مين فينا العنصري»
محمد السداني
في مقطع انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي أظهر فيه وأنا أقرأ خبراً في نشرة الأخبار وقد أخطأت في قراءة كلمة «تهانيه» وقلت «تعازيه». ولا أعرف لما نطقت هذه الكلمة رغم أنها ليست موجودة أمامي على شاشة القراءة الآلية، ورغم تدارك الخطأ إلا أنَّ مواقع التواصل اشتعلت بهذا الخطأ الذي يمثل صدمة كبيرة خصوصا أنَّ الخبر كان يخص سمو الأمير- حفظه الله - وبرقيته لدونالد ترامب لمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية.
بيد أنَّني وفي قراءة ردود الفعل وجدت أنَّ - خطأ - التعازي له وقع في نفوس الكثيرين بسبب مواقف ترامب الأخيرة التي حملت عداءً للعرب والمسلمين والكويتيين بالأخص، لأنه خصهم بالذكر في أحد مقابلاته، فقد يمثل التعازي وجهة نظر الكثير من العرب والمسلمين وحتى جارة أميركا القريبة المكسيك والتي انخفضت قيمة عملتها إلى أكثر من عشرة في المئة بعد إعلان فوز ترامب. فكل هذه الأقطاب المتأثرة كوَّنت رأيها بناء على ما جاء في مضامين كلمات ترامب في رحلته الانتخابية إلى البيت الأبيض، وقد انسحبت مظاهر اليأس والحزن والعزاء على شوارع الولايات الأميركية بتظاهرات رافضة لترامب والتي اعترتها بعض مظاهر التخريب والشغب لرفض الشارع الأميركي مواقف وآراء ترامب المعروفة بالعنصرية والعداء لبعض مكونات المجتمع.
لا أعتقد أن سياسة أميركا ستتغير في المنطقة، ولا أعتقد أنَّ يكون ترامب طائشا مثلما كان في حملته الانتخابية التي لم يترك شاردة ولا واردة إلا قالها بما يخص المسلمين والمهاجرين والعرب ودول الخليج، فالأمر سيسير وفق ما تقتضيه مصلحة أميركا كشرطي قديم في المنطقة يبحث عن مصالحه أيَّا كان موقعها وأيَّا كان صاحبها.
تفاعل الشارع الكويتي مع الانتخابات الأميركية كانت له نكهة خاصة، خصوصا أنَّ الكويت تعيش عرسا ديموقراطيا ينتظرها، فكان التفاعل عبر تنبؤات الفوز والخسارة بين المرشحين، ولكن للأسف لم نجد في برامج أحد الناخبين شيئا عن العلاقات الخارجية للدولة، وما مصير دول الخليج بعد انتخاب رئيس يحمل نفساً عدائياً للشرق الأوسط، عدا علاقات الكويت مع إيران والسعودية وطبعا تطرح هذه القضايا لدغدغة المشاعر وتعميق الاصطفاف الطائفي بين المواطنين ليس إلا.
خارج النص:
قرأت تغريدة لأحد المغردين يقول فيها،ان ترامب عنصري. فاستوقفني مشهد التعايش في بلادي من كل النواحي، وتذكرت أننا نعيش في مجتمع مقسم إلى طبقات وطبقاته مقسمة إلى طبقات، وكل طبقة ترى أنَّها أفضل وأعز من الطبقة الأخرى، وأننا نضع مناصب في الدولة لفئات دون أخرى ونحرِّم بعض المناصب على فئات أخرى لاعتبارات المذهب والأصل وتاريخ القدوم إلى الدولة. وأمَّا معايير الكفاءة والقدرة والعلم فهي معايير ثانوية أو مكملات لمعيار الأصل والقبيلة والعائلة والمذهب والقرب من السلطة.
فيا أخي المغرد، من العنصري فينا وهم من اختاروا رئيسا ذو بشرة سمراء بعد ما كانوا حتى سنوات قريبة مضطهدين يعانون القهر في بلدهم ونحن إلى الآن نسأل: من الجماعة أو لأ؟. وأعتقد لو أنني فتشت في مجتمعنا سأجد «ترامبات» كثر ولكن بغترة وعقال وربما بـ «بشت» فاخر.
تعليقات