ترامب لم يختلف عن جورج بوش الابن.. برأي وائل الحساوي
زاوية الكتابكتب نوفمبر 10, 2016, 12:29 ص 452 مشاهدات 0
الراي
نسمات- اليمين المتطرف يطرد كلينتون!
د. وائل الحساوي
لا أدري لماذا تعجب أغلب الناس من فوز المرشح ترامب على هيلاري كلينتون، حتى أصبح ذلك الفوز صدمة للكثير من الأميركان!
إن من يدرس التوجه العام والمزاج السياسي للدول الغربية بشكل عام سيدرك أن اليمين المتشدد هو المهيمن على توجهات تلك الدول، وأن غالبية تلك الشعوب تزداد تشدداً وتطرفاً وكراهية لمن سواها!
فترامب لم يختلف عن جورج بوش الابن الذي أعلنها حرباً صليبية مقدسة ضد أعداء الولايات المتحدة الأميركية، ورتب لأحداث 11 سبتمبر كي يقنع الشعب الأميركي بكراهية الشعوب الإسلامية، ويدفعه لاحتلال العراق وأفغانستان وتدمير العراق وبث روح العداوة والبغضاء بين أهله!
كما حاول بوش التضييق على جميع منابع العمل الخيري في البلاد الإسلامية ومحاصرتها واتهام قياداتها بالتطرف، وحاول تغيير المناهج الإسلامية في تلك الدول وتجفيف منابع التبرعات والمساعدات التي يقدمها المسلمون لإخوانهم في بلدان العالم الأخرى وملاحقة الأبرياء بل وأنشأ لهم سجناً كبيراً في «غوانتانامو» كي لا يتم تطبيق القوانين الأميركية عليهم!
وعلى الرغم من تكبيد الاقتصاد الأميركي خسائر بالتريليونات من الدولارات في مغامرات رئيسهم إلا أنه قد أكمل ثماني سنوات في الحكم! بعدها اختار الأميركان رئيساً جاء لتحسين الاقتصاد المنهار وتعويض أميركا ما فقدته في حروبها الخاسرة، وهذا ما فعله أوباما، لكن فترة السكون هذه أعطت «المحافظون الجدد» الذين يمثلون اليمين المتطرف فرصة للصعود من جديد لاستكمال مخططاتهم وهيمنتهم على القرار ليحكموا العالم، فجاءوا بنسخة جديدة من بوش ولكنه أكثر وضوحاً وعنصرية!
وقد ساعدهم على إقناع الشعب الأميركي بأطروحاتهم بعض الحوادث المتفرقة في العالم التي تعزز الكراهية للإسلام وللمسلمين ومنها الجرائم التي ارتكبها «داعش» في بعض الدول الأوروبية وفي أميركا، فـ «داعش» هو ابنهم المدلل الذي صنعوه لتدمير الإسلام - كما صنعوا أحداث سبتمبر من قبل - وهو حجتهم لطرد المسلمين من أميركا وأوروبا!
من المنطقي أن نتوقع استمرار اكتساح اليمين المتطرف لدول أوروبا، فالفرنسية «لوبان» على وشك الفوز برئاسة فرنسا، والأحزاب اليمينية في ألمانيا على وشك طرد «ميركل» وحكم ألمانيا، وكذلك بقية الدول! وطبعاً فإن بوتين قد سبقهم من قبل..
لا شك أنها ستكون أياماً عصيبة على العالم الإسلامي، ولكن في تصوري إن هذه المحنة هي منحة وخير لنا بإذن الله، لعلنا نتنبه من غفلتنا ونراجع أنفسنا ونعلم بأن الغرب وإن أبدى لنا بعض الكلام الحلو المنمق فإنه لا يكنّ لنا المودة.
إذا رأيت نيوب الليث بارزة
فلا تحسبن أن الليت يبتسم!
تعليقات