هل انهارت الثقة بالعلاج في الداخل؟!.. يتسائل ناصر المطيري

زاوية الكتاب

كتب 617 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية- هل انهارت الثقة بالعلاج في الداخل؟!

ناصر المطيري

 

في الأسبوع الماضي تابعت حالة أحد الأصدقاء كشفت الأشعة الدماغية له وجود ورم في المخ أصبح يؤثر على بعض نشاطه العصبي والحركي، لذلك قرر الأطباء ضرورة اجراء جراحة عاجلة في الدماغ لاستئصال الورم، وهي عملية حساسة وتحتاج لتخصص جراحي دقيق..

ومن البديهي مع تفشي ظاهرة العلاج بالخارج لمن يحتاج ولمن لايحتاج دون معايير، أن يسارع أخونا المريض إلى ذلك وحالته تستدعي نظرا لحساسيتها وخطورتها، إلا أنه صدم أهله وأصدقاءه بقراره المستغرب اجراء العملية في مستشفى ابن سينا وعلى يد جراح كويتي مختص وبارع في هذا المجال هو الدكتور هشام الخياط، بالطبع تعرض أخونا المريض للوم من ذويه ومحبيه كيف تترك الفرصة المتاحة للعلاج في المستشفيات الأميركية والأوربية المتطورة وتختار طبيبا كويتيا في مستشفى داخل الكويت؟

موقف صاحبنا كان تعبيرا صادقا ونادرا عن الثقة بكفاءة الطبيب الكويتي، وما أكثرهم، حيث توجد طاقات طبية كويتية عالية المستوى وذات سمعة عالمية في مختلف التخصصات ولكنها مغمورة في الداخل ومشهورة في الخارج، ولايوجد من يبرزها ويعزز ثقة الناس بها في الكويت، لأن الثقة بالطبيب الكويتي هي ثقة تعود على القطاع الصحي الذي تصرف عليه الدولة الأموال الطائلة، وفي الوقت ذاته تفتح أبواب العلاج بالخارج على مصراعيها لشراء الولاءات السياسية، وهذا ماتسبب في انهيار ثقة المواطن بمستوى العلاج في الداخل رغم وجود أحدث الأجهزة وأمهر الأطباء خصوصا من الشباب الكويتيين.

وبالفعل تمت بحمدالله العملية الجراحية لصاحبنا في الدماغ بنجاح، وشاهدته محاطا بين أولاده وأخوته بعد ساعتين من اجراء العملية الحساسة وهو بحالة جيدة، وغادر المستشفى معافى بعد أربعة أيام، فكان هذا النجاح برهان وشهادة ثقة بالجراح الكويتي.

والشيء بالشيء يذكر نشرت الصحف بالأمس خبرا عن الدكتورة الكويتية فوزية الكندري التي تقوم بتدريب أطباء يابانيين على تقنية استخدام منظمات القلب الحديثة، وهل ينكر أحد مستوى وريادة جراح القلب الكويتي الشهير عالميا الدكتور ابراهيم الرشدان، الذي يجري عملياته عبر الأقمار الاصطناعية في أميركا وأوروبا؟ وغيرهم كثير من الكفاءات الطبية الكويتية التي يجب التركيز عليها ودعمها لإعادة الثقة بالعلاج في الداخل.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك