لماذا نقع أسرى الوجوم ونحن نعلم ان الحرب الباردة أسقطت الشيوعية وهي قوة عظمى؟.. يتسائل صلاح الساير
زاوية الكتابكتب نوفمبر 1, 2016, 12:41 ص 602 مشاهدات 0
الأنباء
السايرزم- سخونة غياب الحرب الباردة
صلاح الساير
كتبت الأسبوع الماضي عن التحول الغريب المريب الذي شهدته مجتمعاتنا العربية والذي نتج عنه انحسار الانفراج الاجتماعي وغياب مظاهر التنوير والحياة المدنية، وظهور التزمت والتطرف وبروز الملامح الدينية في مدائن العرب حتى بدت وكأنها نسخة «معدلة» من عاصمة أفغانستان تحت حكم الطالبان.
وأخيرا جاء «الجحيم العربي» ليكشف لنا حقيقة الدرك الأسفل الذي هوت فيه مجتمعاتنا حتى بلغنا مرتبة «العدو» الذي يبحث عنه الغرب كبديل للشيوعية، عدوته التقليدية!
> > >
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية هيمن الاتحاد السوفييتي وأميركا على العالم، وكان العداء بينهما مستترا بالحرب الباردة التي وضعت أوزارها بانهيار «العدو» السوفييتي بعد أن قامت تلك الحرب بتقديم خدمة للغرب وأميركا حين عززت الشعور بالهوية الموحدة وأهمية التلاحم، ولذلك فإن غياب العدو الشيوعي يثير هواجس التفكك والاحتراب الداخلي، فحسب قول المفكر الأميركي أيرفينغ كريستول «لقد ربحنا الحرب الباردة وهذا جيد، لكن ذلك يعني أن العدو الآن ليس هم، بل نحن»!
> > >
شواهد كثيرة تؤكد نزعة العقل الغربي إلى البحث عن عدو (كي لا يكون عدو نفسه)، وشواهد أكثر تؤكد أن العدو البديل والجاهز هو «الإسلاموية التي حولت الإيمان إلى ايديولوجيا شبيهة بالماركسية أو سواها من الايديولوجيات التي سعت إلى التحكم في هندسة المجتمعات البشرية» بيد أن معاداة الحلفاء العرب (المسلمين) وتأثيم دينهم وترويج «الإسلام فوبيا» مسألة غير مقنعة في عالم غربي حر، تعددي، ديموقراطي، لهذا صار من الضروري شيطنة الإسلام كي تروج كراهيته بين الناس، وتتم شرعنة عداوته.
> > >
أخلص إلى انه إذا كان الغرب يصوب علينا بسبب خطورة الفراغ الايديولوجي الذي يعيشه، فلماذا نصر نحن على الوقوف في المرمى؟ لماذا لا نستغل تلك المخاوف ونوظفها لإعادة مجتمعاتنا إلى المسار الاجتماعي والثقافي الطبيعي؟ وإذا كانت «الفرص تولد في الأزمات» حسب ونستون تشرشل، فلماذا لا نشرع في تحديث مجتمعاتنا؟ لماذا لا نفتح شبابيك المدائن العربية المخنوقة بالعتمة والكبت ونعيد النور والتنوير؟ لماذا نقع أسرى الوجوم ونحن نعلم ان الحرب الباردة أسقطت الشيوعية وهي قوة عظمى؟
تعليقات