الشعب الكويتي في طريقه لان يفقد الثقة في مؤسسات الدولة بسبب القرار الحكومي العشوائي .. بوجهة نظر زياد البغدادي
زاوية الكتابكتب أكتوبر 30, 2016, 12:44 ص 433 مشاهدات 0
النهار
زوايا- «ويل للمطففين»
زياد البغدادي
يبدو ان للاسم تأثيرا على الشخصية فها هو أحمد البغدادي الصغير يسير على خطى جده رحمه الله في التفسير والتأويل بشكل منطقي وعلمي، فلم يتردد أحمد البغدادي الصغير بأن يعلق على بائع الطيب والبخور الذي غشني بأن يردد قوله تعالى «ويل للمطففين الذين اذا اكتالوا على الناس يستوفون»، ادهشني واعجبني تعليق هذا الطفل الذين يعي خطورة الغش وعقوبته وانكرها ومع الاسف لا يدركها البالغ الناضج.
قبل ايام قليلة وانا اتحدث وكعادتي اليومية مع والدتي -اطال الله في عمرها- حدثتني عن رسالة جميلة وصلتها عبر الهاتف وتعطي تفسيرا للسورة الكريمة اكثر شمولية واكثر واقعية مما عرفناه وعلمونا اياه، فالرسالة تصف المطففين بانهم الذين يقصرون عن عمد في اداء واجبهم وعملهم، ليأتوا ويطلبوا مستحقاتهم كاملة رغم تقصيرهم، الطبيب، المدرس، المهندس، النائب او الوزير، مهما كانت الوظيفة ومهما كانت المهمة الموكلة إليك، فواجب الاتقان عنصر اساس لاستحقاق العائد والراتب.
نمر هذه الايام بفترة الاعداد للانتخابات، وكم اعتدت على سماع كلمة العرس الديموقراطي او الانتخابي الا انني ارفض هذه التسمية لقناعتي اننا نعد من اسوأ التجارب الديموقراطية في التاريخ، فكم الفساد والفشل الاداري بوجود ممثلين عن الامة، قلب المشهد من ان يكون هناك ممثلون عن الامة ليكونوا ممثلين عليها، ويتضح ذلك جليا في خطابات بعض المرشحين، سواء كانوا من المقاطعين او نواب المجلس شيء الذكر (المنحل).
ولن أعلق على طرح بعض النواب المقاطعين اصحاب الخطاب الديني الذي اعتدنا من خلاله على دغدغة المشاعر واشعال نار الفتنة بهدف كسب الاصوات و المؤيدين، ولكنني سأركز على نواب المجلس المنحل الذين تهافتوا على رفع الشعارات واصدار البيانات للاصلاح والانجاز، ولم يستحوا من انهم كانوا تحت قبة عبدالله السالم وتحت قسمهم ودورهم المخزي خلال سنوات لنصل الى ما نحن عليه الآن، فمن سيصدقهم؟
يقول الاول لننوع مصادر الدخل، والثاني يتحدث عن التعاون وانا اسميها تهاون، وكان أحدهم قد تحدث بعد ترشحه عن مركزنا المالي وقوته، ويتحدث عن صندوق الاجيال والاحتياطي العام و عن ايراداته المليارية ويضيف الهيئات المستقلة المليارية، والتي جميعها لا تدخل ضمن مداخيل الميزانية اين انت من هذا كله قبل أشهر معدودة اوجدت في تلك المعلومات اهمية لدعم الحملة الانتخابية؟ لماذا لم نسمع منك مثل هذا الكلام ردا على وزير المالية وموسه الذي أشهره على رؤوس الكويتيين.
العبرة بخواتيمها، بئس الخاتمة السياسية فأي عاقل سيصوت لمثل هؤلاء، فالساكت عن الحق شيطان أخرس، وهم لم يسكتوا وحسب، بل تحدثوا متى ما استدعت حاجتهم ومصلحتهم.
خاتمة
ايام معدودة تفصلنا عن اختيار ممثلي الامة في فترة اجدها هي الاهم في تاريخ الكويت، فاعتقد ان الشعب الكويتي في طريقه لان يفقد الثقة في مؤسسات الدولة وهذه الحالة هي الاخطر، بسبب القرار الحكومي العشوائي والدور الرقابي الهش لمجلس الامة تصبح النهاية حتمية بفقدان الثقة وفشل التجربة الديموقراطية.
اختياركم هو من سيحدد مستقبلكم، فأحسنوا الاختيار.
زوايا
1- وقاحة بعض النواب السابقين يجب ان تواجه بصراحة الناخبين.. لا تحترموا من استهان بحقوقكم واستباح جيوبكم.
2- آمل ان لا يكون اعتذار أحد المرشحين عن الترشح ان يكون مقابله منصب حكومي، فهو يعلم تماما بعد مواقفه المخيبة للامال بانه لن ينجح شعبيا، فهل ينجح حكوميا؟ يمكن؟
3- التركيز على الشأن الداخلي اولوية، فيكفينا السنوات التي اضعناها في نقاش عقيم بين الصالح والطالح بين الصديق والشقيق والعدو.
4- اذا كان المرشح لا يملك قضية يتبناها ويملك حلولا حقيقية قابلة للتطبيق، فهذا مرشح بهلوان سيفعل ويقول اي شيء ليثير اعجابك، فاحذره.
تعليقات