لعبة حكومية لتشتيت وخلط الأوراق الانتخابية للجميع.. هكذا يرى طارق الدرباس الحل المفاجئ للمجلس
زاوية الكتابكتب أكتوبر 25, 2016, 12:33 ص 682 مشاهدات 0
الأنباء
هندس- تحليل الحل المفاجئ
طارق الدرباس
لا أشك في أن الحل المفاجئ والمباغت لمجلس الأمة والإعلان السريع والقريب عن موعد الانتخابات المقبلة هو في حقيقته لعبة حكومية مدروسة للعمل على تشتيت وخلط الأوراق الانتخابية للجميع، وأغلب الظن أن هذه اللعبة الحكومية لتحافظ على أكبر عدد من أعضاء هذا المجلس الذهبي في نظر الحكومة.
ومع إعلان حل مجلس الأمة، بدأت إعلانات الترشح للانتخابات بشكل مفاجئ وسريع، سواء من النواب الحاليين أو من المقاطعين وكذلك من الوجوه الجديدة على الساحة الانتخابية، وبدأت الزيارات المكثفة للدواوين لحشد التأييد ولعرض الأفكار والرؤى المختلفة، في ظل ضيق الوقت الذي لن يسمح للمرشحين الجدد من تسويق أنفسهم بشكل مدروس وصحيح.
ومن المؤشرات الإيجابية التي رأيناها للانتخابات، إعلان مجموعة كبيرة من المقاطعين للانتخابات الماضية الترشح للانتحابات المقبلة باختلاف التيارات والكتل السياسية.
سواء نتفق معها أو نعارضها، لكن هذا ما كنا ننادي به في أول انتخابات بعد حكم المحكمة الدستورية الذي حصّن مرسوم الصوت الواحد.
المشاركة في هذا الوقت أوجب، والمقاطعة تعني الانسحاب والاستسلام للواقع، خصوصا بعد ما رأيناه من مجلس هزيل فرّط في حقوق الشعب ومكتسباته.
هذه الانتخابات ستكون مفصلية، وملتهبة، بسبب زيادة نسبة التصويت المتوقعة والتنافس الشديد بين المرشحين والكتل السياسية التي تخلت عن مقاعدها في الانتخابات الماضية، وستعود لها بكل شراسة، خصوصا في ظل تجربة جديدة ولعبة أرقام مختلفة في انتخابات الصوت الواحد.
من السهل وصول 5 أعضاء من كل تيار إلى قبة البرلمان، فممثل التيار الرسمي هو من سيحظى بأصوات مؤيدي التيار، كما أن هبوط أرقام الفوز في الانتخابات سهّل على التيارات الوصول إلى البرلمان، لكنها صعّبت من إيصال أكثر من نائب يمثل التيار وفي الدائرة نفسها، وذلك لتشكيل كتلة ليعملوا ضمن برنامج عمل موحد، ليحقق تقدما وإنجازا في المجلس.
انتخابات الصوت الواحد، أدت إلى إيصال 50 نائبا بـ 50 رؤية وبرنامجا مختلفا، كرست العمل الفردي على العمل الجماعي، هذا ما لمسناه في مجلس الأمة وفي الجمعيات التعاونية وانحدار أدائهم بشكل لافت.
المشاركة لا تعني إصلاحا جذريا للموضوع، ولا يعني أن هذا هو ما نطمح له من عمل برلماني راقي المستوى، لكنها محطة للحفاظ على مكتسبات الشعب من الضياع والتدمير، خاصة بعد أن لاحظ الناخبون أداء المجلس المنحل في ظل غياب الطرف الآخر (المعارض) عن المجلس، وكيف أصبح المجلس في جيب الحكومة وغيّب فيه الجانب الرقابي.
اللهم احفظ الكويت وأهلها، وولِ علينا خيارنا، ووفق كل من يسعى لخدمة الوطن والدين.
تعليقات