قواعد اللعبة تغيرت في هذه الانتخابات وسينتهي صراع أبناء العم.. بوجهة نظر محمد السداني

زاوية الكتاب

كتب 647 مشاهدات 0

محمد السداني

الراي

سدانيات- الغالبية في «بو صوت»

محمد السداني

 

وأنا أشاهد ندوات المعارضة سابقاً، لم أكن أستوعب مدى أحادية مشروع المقاطعة والذي اتخذته الغالبية في قرار رافض لمرسوم «الصوت الواحد». لم أفهم عبارات رفض المشاركة في كل الأسباب والظروف، فهذا يقسم بألا يترشح للانتخابات ولو بعد مئة عام! وآخر يُقسم صارخاً ومزمجراً بأن الانتخابات في ظل مجلس - بو صوت - استخفاف بعقول الناخبين لأنه يضع المجلس تحت إرادة الحكومة، وإن كان صحيحاً ما يراه غالبية المعارضة ولكننّا عرفنا أنَّ «السياسة فنُ الممكن» وأن الثبات على رأي لمجرد الثبات يعد نوعا من أنواع الغباء السياسي.

فمقاطعة استمرت لقرابة أربع سنوات ما نتيجتها؟ تهكم على المجلس في ندوات لا يتعدى حضورها العشرات، أم إنها تصاريح هنا وهناك لا يلقي لها بالا في ظل معاناة المواطن من تخبط القوانين المشرعة من قبل مجلس تركوه لمن لا يستحقه - على حد تعبيرهم - فكان المجلس مُقاطَعا في الانتخابات ولكنَّهُ حاضر على ألسنتهم انتقاداً وسخرية وتهكماً.

وبعد حل مجلس الأمة بدأت الغالبية بالظهور على الساحة مجدداً، معلنة مشاورة قواعدها في المشاركة أو المقاطعة، فمشاركة بطعم الخجل من التصريحات اللا رجعية التي أطلقوها في ساحات الإرادة والندوات، ومقاطعةٌ تترك الساحة لمتكسبين لا يستحقون تمثيل الأمة - حسب ما تراه الغالبية - فوقعت الغالبية بين رحى المشاركة والمعارضة ولا بدَّ من ثمن، والثمن أعتقد تراجعهم عن آرائهم أحادية الموقف والتي اتخذت في وقت اتسم بالحماس وارتفاع حدة الخطاب، هو تصحيح لموقف لم يدرس في شكل جيد، فمجلس «بو صوت» لم يعد منتقدا بعد الآن، ولن يكون مصدرَ استهزاء لمن يشارك فيه، ولا أقول بذلك أن الأوضاع ستصلح بعد مشاركة الغالبية والأقلية؛ لإيماني العميق بأنَّ الإصلاح والتغيير في مكان آخر ليس ببعيد عن مجلس الأمة!

***

خارج النص: قواعد اللعبة تغيرت في هذه الانتخابات وأعتقد أنها الأخيرة، فصراع أبناء العم سينتهي قريباً، معلنة عن حقبة جديدة تحكمها رؤية واضحة تختلف عن التخبط الذي نعيشه في هذه الأيام

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك