انتخب القوي الأمين.. صالح الشايجي دعايا الناخبين لعدم الإختيار على أساس العشيرة

الأنباء

بلا قناع - خمسون ضميراً

صالح الشايجي

 

ونحن مقبلون على انتخابات جديدة لمجلس الأمة، أتمنى من كل من يودّ ترشيح نفسه، ومن كل ناخب سيتوجه إلى المقر الانتخابي ليدلي بصوته، أن يضعوا نصب أعينهم وداخل ضمائرهم، الأسباب التي تضمنها المرسوم الأميري والتي أدت إلى حل المجلس السابق.

وهي أسباب وجيهة وإن كان المجلس السابق لا يتحمل أوزارها ولا يد له فيها.

ولكنها أسباب حقيقية وواقعية فالعالم ومنطقتنا على وجه الخصوص تعيش أحداثا وظروفا غير مسبوقة.

حروب صغيرة متناثرة وتهديدات بحروب كبرى تجب صغار الحروب وتنذر بمخاطر جمة، والعالم يتشظى والدول الكبرى صاحبة القرار ليست على اتفاق فيما بينها، بل هي في شقاق واضح.

وكل تلك ظروف استثنائية مخيفة، تنبه لها المرسوم الأميري فأعلنها وأوكل لأصحاب الشأن من مرشحين وناخبين مسؤولية مواجهتها بمستوى من الإدراك والوعي والإحساس بعظمها وخطرها وبكيفية التعامل معها وتجنيب البلاد مخاطرها.

وهذا يقتضي من الجميع التعامل بجدية وبوعي في تشكيلهم للمجلس القادم، ويقتضي وجود مجلس خال من الصغائر وسفاسف الأمور وتكبير التوافه وجعلها قضية تهم الرأي العام وتدور في البلاد وتستنزف جهود الناس وتبتز عواطفهم.

كثيرا ما جربنا مجالس هي أقرب ما تكون إلى دار للعروض السطحية التافهة، فيها المضحك المسف، وفيها المبكي المضني المجرح.

ورغم ضرر تلك المجالس علينا ونتائجها السيئة التي رهنت البلاد في حظيرة ضيقة وبلا نوافذ، فإن الظروف آنذاك كانت غير ظروف يومنا هذا، وكنا من التعافي بحيث نمتص صدمات تلك المجالس وما سببته لنا من كوارث، أما اليوم فإن الوضع مختلف ولا يسمح بالعبث أو الرخاوة أو الترف في الطرح وعرض القضايا الهامشية التي تلهي المجلس عن دوره في أن يكون بقوة الظروف التي نبه إليها المرسوم الأميري.

فيا أيها المرشح، إن لم تجد في نفسك الكفاءة لأن تكون بمستوى الأحداث القادمة وما تنذر به من أخطار فأرجوك حكم ضميرك قبل أن تقدم على الترشح وأعدل عما تنتوي.

ويا أيها الناخب إنس الأقربين من المرشحين وانتخب القوي الأمين حتى وإن كان من الأبعدين.

نريده مجلسا من خمسين ضميرا.