المناهج الدراسية لوثت عقول الاجيال الجديدة!.. هكذا يرى صالح الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 448 مشاهدات 0

صالح الشايجي

الأنباء

بلا قناع- امسحوا ذاكراتهم

صالح الشايجي

 

ذاكرات أطفالنا الذين صاروا شبّانا، وشبّاننا الذين صاروا رجالا، وتولى كثير منهم مسؤوليات عامة، هذه الذاكرات هي في حاجة إلى مسح وإعادة برمجة.

كثير من شركات السيارات، تكتشف أخطاء معينة في تصنيع بعض الأنواع من سياراتها، فتبادر إلى الإعلان عن ذلك طالبة ممن يملك سيارة من ذلك النوع مراجعة الوكيل للعمل على إصلاح ذلك الخطأ والعيب في التصنيع.

وما أدعو إليه هو أن تقوم الحكومات العربية ـ وحكومة الكويت خصوصا ـ بفعل ما تفعله شركات السيارات، فتقوم بمسح ذاكرات الذين درسوا في مدارسها على مدى العقود الأربعة الماضية.

في هذه العقود الأربعة تم العبث بالمناهج الدراسية التي درسها وتعلمها طلبة مدارسنا وبالذات المنهج الديني الذي تمكن منه ذوو الأغراض، ليصوغوه وما يتفق مع أهوائهم الحزبية وينأوا به بعيدا عن الفهم الديني الحقيقي الذي درسناه في أيامنا والذي لا نذكر منه إلاّ الخير والبهاء في الصفحات الدينية التي درسناها ونامت عليها رؤوسنا الطفلة تحلم ببهاء الأنبياء وطهرهم وببياض الدين وبهائه.

لم تعلّمنا مناهج الدين تلك الكراهية ولم تشحن قلوبنا بالحقد ولم تزرع في نفوسنا التعالي، حتى الكافرون بالأديان ومعادو الأنبياء لم نحس تجاههم بالكراهية ولكن ربما أشفقنا عليهم لضلالهم وعدم السير وراء أنبيائهم.

وهذا عكس ما حدث وما سارت عليه مناهج العقود الأربعة الأخيرة، من تلويث لعقول الأطفال الدارسين وتحميلها صورا كريهة بشعة مليئة بالحقد والكراهية وداعية إلى إلغاء العقل، وإلى أحاديّة الفهم.

لقد صوّروا لطلبتهم أن المتسامح ذو دين رخو وأن إيمانه مزعزع وليس مستقرا في قلبه وتنازعه الشكوك، ليمهدوا بذلك الطريق للمتشدّدين والزاعقين بالدم وشهوة القتل والمغالين والمضيقين على الناس في حياتهم والمنغصين عيشهم.

لقد بدا أولئك المتشددون وكأنما هم احتلوا عرش الله ـ وأستغفر الله في ذلك ـ وراحوا يتحدثون باسمه، خسئوا وشلت ألسنتهم.

ساد الجهل الديني بين أبناء تلك العقود الأربعة، وصاروا متزمّتين لا بالدين الحق ولكن بدين من درسوهم تلك المناهج.

لذلك أتمنى من حكومتنا إعادة كل الذين شوهت عقولهم بسبب تلك المناهج، إلى حظيرة الدراسة الدينية من جديد لإصلاح العطب الذي أصاب عقولهم وشوه نفسياتهم.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك