لم يستطع الحد من موجة الفساد التي اجتاحت الكويت.. يتحدث وائل الحساوي عن مجلس الأمة
زاوية الكتابكتب أكتوبر 9, 2016, 1:10 ص 355 مشاهدات 0
الراي
نسمات- راحت عليكم!
د. وائل الحساوي
ينشط الطلاب مع نهاية العام الدراسي لتعويض ما فاتهم خلال العام من تقصير فتراهم يتسابقون على حل الوظائف المتأخرة والحضور لجميع الحصص الدراسية، ويراجعون المدرسين للتأكد من فهمهم للمادة وتحقيق المطلوب للنجاح، ولكن تحركات اللحظات الأخيرة لا تعني أن يتساهل المدرسون في تقييمهم للطلبة!!
ثلاث سنوات مضت على مجلس 2013 الذي فاز بنظام الصوت الواحد، وقد أعطي المجلس ما يكفي من الفرص لإثبات نفسه أمام الشعب وتحقيق طموحات الناخبين، صحيح أنه لم يجرِ أي تقييم حقيقي لأداء المجلس، لكن بشكل عام هنالك شعور عام بأن المجلس قد فشل فشلاً ذريعاً في مهامه، فلم يستطع الحد من موجة الفساد التي اجتاحت الكويت، فتطاول كثير من المتنفذين على المال العام بطريقة فجّة وسافرة من دون ردع أو عقوبة!!
لقد أنجز المجلس الكثير من القوانين والتشريعات التي كانت مركونة على الرف سابقاً بسبب الصراع بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، ولكن كثيراً من المراقبين ينتقدون ذلك الإنجاز بأنه لم يُسبر أغوار القوانين المعروضة على المجلس ويدقق فيها، وإنما كان تسابقاً على التصويت لما اقترحته الحكومة من دون وعي، وبعض هذه القوانين التي تم إقرارها فيها الكثير من التناقضات والأخطاء الواضحة، منها ما تم إصلاحه، ومنها ما لم يتغير مثل نظام الوكالات التجارية والـ (BOT) وقانون أسواق المال ومكافحة الفساد وقوانين الإعلام الإلكتروني والمطبوعات وغيرها!
كما أن مشروع تنظيم القضاء الذي تم تعديله أخيراً وينتظر إقرار المجلس عليه فيه ثغرات كثيرة وفتح لباب التنفيع للسلك القضائي ومبالغ فيه، في وقت تعاني فيه الكويت من عجز رهيب!!
أما على الجانب الرقابي فإن المجلس قد فشل فشلاً ذريعاً في مراقبة الحكومة ومنعها من التمادي في كثير من الأمور، بل قد شاهدنا هيمنة شبه مطلقة للحكومة على جميع قرارات المجلس، وشاهدنا كماً كبيراً من النواب البصامة يتسابقون على التوقيع على كل ما تطلبه الحكومة من دون تفكير، وهو ما شاهدناه في إقرار قانون «العزل السياسي» الذي أقره المجلس خلال 72 ساعة في مداولتين وكان كثير من المؤيدين لذلك القانون المسخ يعتقدون بأنه سيتم تطبيقه على قوى المعارضة الذين دينوا وعوقبوا، ثم فوجئوا بأنه لا يطبق بأثر رجعي!!
أما آخر السيناريوهات الحكومية المضحكة فهي تحويل الجلسة الطارئة للمجلس إلى نقاش في مكتب المجلس لكي تتصدق الحكومة على الشعب بـ 75 ليتر بنزين ممتاز شهرياً، لم يجد الكثير من النواب بعدها إلا إطلاق التهديدات باستجواب الحكومة، وبيان أنهم قد ضاق ذرعهم بهذه الحكومة المتكبرة، ولكن نقول لنوابنا الأفاضل الثائرين: «راحت عليكم» فأنتم الآن لا تعنون شيئا للحكومة ولا قيمة لاعتراضكم وخيراً لكم أن تقدموا استقالاتكم والاستعداد للانتخابات المقبلة.
تعليقات