النظرة الى العرب والمسلمين بدأت تتغير سلبيا.. بوجهة نظر عبد المحسن جمال
زاوية الكتابكتب أكتوبر 8, 2016, 12:28 ص 391 مشاهدات 0
القبس
رأي وموقف- أوروبا ترفض المهاجرين الجدد
عبد المحسن جمال
الشعوب الأوروبية اضحت منقسمة على نفسها، بشأن قبول او رفض استقبال المهاجرين على أراضيها.
فبعد الهجرة الكثيفة التي اتجهت الى اوروبا، وبعد الاحداث الارهابية التي قام بها البعض، ها هي الشعوب الاوروبية تصوت بشبه اغلبية ضد قبول المزيد من المهاجرين بينها.
فالمجر صوتت بأغلبية كبيرة رافضة قرارات الاتحاد الاوروبي بقبول نسبة من المهاجرين، ورفضت بشدة قبولهم. حيث ابدى %98 من المصوتين رفضهم لبرنامج الاتحاد الاوروبي في توزيع ما يقارب ١٦٠ ألف مهاجر، اغلبهم من العرب والمسلمين على الدول الاوروبية.
كل ذلك بدأ يخلق نوعا من العداء الصامت ضد كل ما هو عربي او مسلم، حيث يخشى الناس من الارهاب «الاسلامي»، الذي بدأ يقض الهدوء والاستقرار في الدول الاوروبية، كما يدعي البعض هناك.
التوجه العام في اوروبا هو لماذا لا يحل العرب مشاكلهم فيما بينهم؟ ولماذا يصدرونها للخارج، وبالاخص الى اوروبا؟!
ولماذا يرفض اللاجئون العرب العيش في بلادهم، ومسقط رأسهم، ويفضلون العيش في بلاد تختلف معهم في اللغة والدين والعادات والنظام السياسي؟
الحروب العربية ـــ العربية اصبحت كابوسا للغرب، كما هي كابوس للعرب، وأصبح ايقافها مطلبا دوليا، بينما العرب يواصلون تسعيرها في وضع وكأنهم فقدوا السيطرة عليها.
النظرة الى العرب والمسلمين بدأت تتغير سلبيا، حيث يرونهم انهم يخلقون مشاكل، ثم لا يستطيعون حلها، ويهرولون الى بلاد الغرب لإيجاد حل لها.
ما يحدث في حلب لا يسر صديق ولا عدو، وكذلك ما يحدث من تفجيرات في الآمنين من الشعب العراقي واليمني والليبي والصومالي والفلسطيني، وكلها شعوب عربية.
الحكومات الغربية اصبحت في حيرة من أمرها، فهي تراقب الحروب العربية من جهة، وتراقب افرازاتها من الهجرات من جهة اخرى.
وتحاول ان تستقبل بعض المهاجرين العرب لأسباب انسانية، ولحاجتها الى الايدي العاملة من جهة، ولكنها ترى من يفجر في بلادها من ارهابيين عرباً ومسلمين.
هذا التناقض الصارخ اضعف الحماس لحل مشاكل العرب والتدخل في حروبهم، وخاصة ان الشعوب الاوروبية بدأت تضغط على حكوماتها للابتعاد عن مناطق التوتر العربية، لان افرازاتها في النهاية تصب ضرراً على دولهم.
ان لم يستطع العرب حل مشاكلهم بانفسهم فانها ستستمر، وستفرز حركات ارهابية يخشاها العالم كله، وكل ذلك ليس في مصلحة السلم والامن الدوليين.
تعليقات