كذبة اسمها ' معلم معتمد'.. بقلم وائل المطوع

زاوية الكتاب

كتب 717 مشاهدات 0

وائل المطوع

النهار

الدريشة- كذبة اسمها «معلم معتمد»

وائل المطوع

 

 

انتشرت في الآونة الاخيرة دورات تسمى معلم معتمد وهي بالطبع موجهة الى المعلمين الكويتيين في انحاء البلاد. وانا هنا لا اعترض على تطوير المعلم واعداده فهذه المهنة هي أشرف مهنة على وجه المعمورة ووجود معلم قادر على ايصال المعلومة واعداد وتربية الاجيال القادمة هو امر غاية في الاهمية لكن دعونا نعرف لماذا انتشرت هذه الدورات وفي هذا التوقيت بالذات؟. في الامس القريب هناك كانت دورات تدريبية منتشرة في الكويت وكانت المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص تنفق الكثير من الاموال على هذا الجانب الهام سواء الدورات الخارجية او الداخلية ولكن مع انتشار مؤسسات التدريب وكثرتها بدأت الاسعار في النزول وبدأت الارباح تقل شيئا فشيئا وبدأ ديوان الخدمة المدنية بتحديد الاسعار للدورات التدريبية واصبح العائد المالي لشركات التدريب يقل لان الشركات كثرت واصبح العرض اكبر من الطلب.

ومع قرارات التقشف الجديدة والتي للأسف بدأت بالبشر قبل الحجر كما ذكرت في مقال سابق وجهته الى حكومتنا الرشيدة «رشدوا الحجر وعمرا البشر» اتجهت الحكومة الى قرارات كارثية منها التفكير في تخفيض البعثات من 6000 الى 2000 بعثة وعدلت عن قرارها فيما بعد وبعدها خفضت ميزانية التعليم بنسبة 20% وجاءت تعليمات ديوان الخدمة بمنع المشاركة في الدورات والمؤتمرات الخارجية وهذا ايضا اسهم في تقليل ارباح شركات التدريب فاتجهت الى المعلم لان عدد المعلمين كبير وبالتالي الارباح اكبر فابتدعت كذبة اسمها «معلم معتمد».

شتان ما بين التدريب والتربية والتعليم. فإعداد المعلم واعتماده يمر عبر سنوات دراسية سواء في كلية التربية بجامعة الكويت او بكلية التربية الاساسية.

وهناك اكاديميون يعدون هذا المعلم من الفصل الاول ويبدعون في اعداده عبر مقررات تدريسية وبتدرج الى ان يصل الى الميداني فيذهب الى المدرسة في الفصل الاخير ويشرف عليه اكاديميون متخصصون ويحضرون معه الفصل طوال الفصل الدراسي ويعلمونه الخطأ من الصواب الى ان يكون جاهزا في نهاية الفصل الدراسي الاخير لتدريس ابنائنا الطلبة... وهنا يصبح المعلم معتمدا من مؤسسات اكاديمية مرموقة لا تبحث عن المال فحسب ولكن عن اعداد جيل قادر على النهوض بالكويت الحبيبة.

وبعد ان يتم توظيفه في احدى مدارس الكويت يدخل منظومة التعليم ويكتسب الخبرات شيئا فشيئا وهنا يأتي دور وزارة التربية بالاهتمام ايضا بتطويره واعداده بمنهج تعليمي صحيح لعلاج أوجه القصور في اداءه.

هذه مراحل اعداد المعلم حتى يصبح معتمدا. اما كذبة «معلم معتمد» المنتشرة هذه الايام فهذه كذبة ابتدعها أهل التدريب بعد ان تقلصت أرباحهم وهو تفكير مادي بحت يجب ان تنتبه له الدولة. وهناك سؤال بديهي يتبادر الى الاذهان: ما الجهة التي تعتمد هذه الشركات والمؤسسات التي تعد هذه الدورات؟

والجميل في الامر ان المعلمين اتجهوا الى هذه الدورات لان المعلم يبحث عن كل ما هو جديد ويحاول تطوير ذاته بجهده الذاتي ولذلك لاقت هذه الدورات إقبالا شديدا من المعلمين ولا ألومهم في ذلك بل هذا مؤشر ايجابي لوزارة التربية بان المعلم يسعى الى تطوير ذاته.

ورسالتي اليوم لمعالي وزير التربية بإيقاف هذا العبث فورا وتوفير البديل للمعلمين الراغبين في تطوير انفسهم وايجاد جهة قادرة على اعتماد هذه المؤسسات قبل توفير الخدمة للمعلمين والحل من وجهة نظري وكما اشرت في مقالات سابقة في انشاء «الهيئة الوطنية لضمان جودة التعليم والتدريب» اسوة بالأشقاء دول مجلس التعاون الخليجي، فهذه الهيئة اذا انشئت بشكل سليم وكانت مستقلة عن وزارة التربية وتحت مظلة سمو رئيس مجلس الوزراء ستكون قادرة على تطوير الطالب والمعلم وايقاف هذا العبث الذي لن يغني ولا يشبع من جوع وتطوير التعليم بشكل عام وقياس العائد منه وقياس مستوى التعليم بشكل مهني دقيق. كما ستكون قادرة ايضا على قياس مستوى الجامعات الحكومية والخاصة بالكويت وكذلك مستوى كليات ومعاهد الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب ومعاهد مؤسسات التدريب الخاصة وايصال المعلومة الى الحكومة والى ولي امر كل طالب بشفافية ودون رتوش ورسم سياسة التعليم وتعديل مساره.

تلك هي الرسالة التي اوجهها اليوم بمناسبة اليوم العالمي للمعلم 5 اكتوبر لأقول لكل معلم كل عام وانتم بخير ومناشدتي للحكومة الرشيدة الاهتمام بالمعلم واعداده بشكل سليم يعني فتح أهم باب في التنمية المنشودة واعداد جيل قادر على النهوض بكويت المستقبل.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك