الكويت في اجتماع سورية: استمرار المجازر إعلان لفشل النظام الدولي القائم
محليات وبرلمانأكتوبر 4, 2016, 7:40 م 864 مشاهدات 0
أكدت دولة الكويت اليوم الثلاثاء أن ما يحدث من مجازر في حلب وباقي المدن السورية «يمثل جريمة بحق الانسانية وانتهاكا صارخا للمعاهدات الدولية والقانون الدولي الانساني ويعرض من شارك ويساهم فيها الى العدالة الدولية».
جاء ذلك في كلمة لمندوب الكويت الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير أحمد عبد الرحمن البكر أمام الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين والتي عقدت بناء على طلب الكويت لبحث الاوضاع الانسانية المتدهورة في مدينة حلب السورية.
وقال السفير البكر إن هذه المجازر تمثل أيضا انتهاكا صارخا لكل الأديان السماوية وللقيم والمبادئ والأعراف والفطرة الانسانية السليمة مضيفا ان «استمرار سكوت المجتمع الدولي وبخاصة مجلس الأمن هو وصمة عار في جبين الانسانية واعلان فشل النظام الدولي القائم».
وأضاف أن مدينة حلب شهدت أخيرا أبشع الممارسات التي تمثلت في استخدام أنواع جديدة من الأسلحة الثقيلة التي يحرم استخدامها ضد المناطق المدنية والمأهولة مشيرا الى أنه لم يسلم من هذا الاعتداء الهمجي اي شيء «لا المدارس ولا المشافي ولا مراكز الانقاذ أو دور العبادة بل وكل مقومات الحياة».
وأوضح أن هذا القصف «لم يميز بين مقاتلين يحملون السلاح ومدنيين عزل من شيوخ ونساء وأطفال وجدوا أنفسهم بدون أن أي ذنب اقترفوه تحت وطأة هذا الجحيم اليومي».
وأشار الى أن الوضع تفاقم الى درجة تعرض قوافل المساعدات الانسانية الأممية الى القصف والتدمير وقتل العاملين عليها.
وقال السفير البكر انه من منطلق دور ومسؤولية القيادة الكويتية وعلى رأسها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد وكونه قائدا للعمل الانساني ودور دولة الكويت كمركز للعمل الانساني وادراكا منها لفداحة الوضع الانساني في حلب تقدمت دولة الكويت بطلب عقد هذا الاجتماع.
واضاف ان ذلك بغية «خلق وضع ضاغط على المجتمع الدولي وعلى المنظمات الانسانية لدفعها الى ممارسة دور أكثر فاعلية والتصدي لمسؤولياتها الاخلاقية والانسانية».
واشار الى أن الأمر«يجب الا يقتصر على اجتماع اليوم بل يجب أن تتواصل الجهود والمساعي في جميع المحافل الدولية والاقليمية ولدى منظمات العمل الانساني بهدف وضع حد لمعاناة الشعب السوري الشقيق».
وقال ان «دولة الكويت انطلاقا من حرصها نحو التخفيف من معاناة الشعب السوري الشقيق قامت وستقوم بما يمليه عليها واجبها الانساني» مشيرا الى احتضان الكويت ثلاثة مؤتمرات دولية لدعم الوضع الانساني في سورية ومشاركتها برئاسة المؤتمر الرابع في لندن.
وأوضح في هذا الاطار أن اجمالي ما قدمته دولة الكويت في المؤتمرات الأربعة وصل الى 6ر1 مليار دولار، مناشدا الدول المانحة «سرعة الوفاء بتعهداتها لتخفيف المعاناة ومساعدة دول الجوار السوري والدول المضيفة على تحمل تلك الأعباء».
وأشار السفير البكر الى أن دولة الكويت قامت أيضا باستضافة عدد كبير من الاخوة السوريين كمقيمين وسهلت لهم سبل العيش الكريم على ارضها وكذلك قيامها بعلاج العديد من الجرحى والمرضى السوريين في عدد من دول الجوار.
وقال ان اجتماع اليوم يوجه «رسالة وصرخة» الى ضمير المجتمع الدولي والى منظمات العمل الانساني للقيام باجراء فوري وعاجل لوقف معاناة السوريين في حلب وغيرها من المدن السورية بما في ذلك التوصل الى وقف فوري لاطلاق النار.
وأكد ضرورة ضمان تسهيل وصول المساعدات الانسانية العاجلة الى جميع المناطق المتضررة والمحاصرة والسماح باخراج الجرحى والمرضى لتلقي العلاج ووقف الانتهاكات لحقوق الانسان وتوفير الحماية اللازمة للأطفال والنساء.
وأعرب السفير البكر عن التطلع لقيام الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط بمخاطبة كل من أمين عام الأمم المتحدة ورئيس الجمعية العامة ورئيس مجلس الأمن الدولي للتعبير عن ادانة الدول الاعضاء في الجامعة لهذه الانتهاكات.
واشار الى التطلع كذلك للمطالبة بسرعة التحرك لتوفير المساعدات الانسانية العاجلة لحلب اضافة الى مناشدة الدول المانحة المشاركة في مؤتمرات المانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا بسرعة سداد التزاماتها التي سبق أن أعلنت عنها.
وأوضح أن دولة الكويت تدعو كذلك لاستمرار هذا الاجتماع في حالة انعقاد والتهيئة لعقد اجتماع قادم على المستوى الوزاري وكذلك دعوة المجموعة العربية في نيويورك للاجتماع لمتابعة الوضع الانساني في حلب.
تعليقات