فيحان العازمي يكتب .. حكومة 'القتل الرحيم'

 

'عافية'.. نهاية خدمة غير مسبوقة في التاريخ تقدمها الحكومة إلى المتقاعدين، 'عافية'.. مكافأة مجزية لمن خدم الوطن وأفنى حياته في سبيله واستحق الراحة والرعاية، انها دعاية الحكومة لوثيقة التأمين الصحي الخاصة بالمتقاعدين..لكن الحقيقة أطلت برأسها سريعا لتكشف أن 'عافية' هي وصفة حكومية لسرقة جهد وعرق ودم الآباء والأجداد.

وثيقة تأمين للمتقاعد تستثني كل الأمراض المصاحبة للشيخوخة من العلاج وكذلك أمراض السرطان وجراحات الدماغ والقلب والرئة وغسل الكلى تستحق تسمية وثيقة 'سقم' لا 'عافية'.

عندما أطلعت على تفاصيل وثيقة 'التنكيل والإذلال' التي تقاتل الحكومة لتمريرها منتصف أكتوبر الجاري عبر إقرار قانون التامين الصحي على المتقاعدين أصبت بالذهول لحجم المخالفات ، وتساءلت: كيف لسلطة أن تسلب المواطن حقاً كفله الدستور له ، وهو الرعاية الطبية. لكن ماذا ننتظر من حكومة أدمنت الاستخفاف بعقول وحياة المواطنين..حكومة امتهنت المتاجرة بكل شيء. ماذا ننتظر من برلمان استقال من جميع مهامه الرقابية وسلم رقابنا إلى سلطة الـ'عافية'.

وزارة الصحة التي أخذت على عاتقها فبركة قانون التأمينات الجديد، لم تكتفي بارتكاباتها بحق الوطن والمواطن بل ذهبت بعيدا في غيها، فقد تردد ان الوزارة بصدد اعفاء مدير منطقة الأحمدي الصحية د. عبد اللطيف السهلي وطاقم عريض من الأطباء الكويتيين المتخصصين من مهامهم وإحالتهم إلى التقاعد أو التدوير تقديراً لجهودهم في خدمة المرضى في مناطقهم الصحية، علما أن سن تقاعد الأطباء رفع إلى 75 عاماً، ويشهد للدكتور السهلي تفانيه في عمله ويشهد له الارتقاء بمستوى الخدمات الصحيه في الاحمدي...لكن وزارة تحارب الكفاءات الوطنية يتوقع منها ما هو أكثر.

أخيراً... وثيقة 'عافية' للتأمين على المتقاعدين هي أقرب ما تكون إلى 'القتل الرحيم' المرفوض دينياً واخلاقياً وإنسانياً ..لكن حكومتنا تعتزم قوننتها!

وستكتشف الأيام القليلة المقبلة ان وثيقة التأمين أخرجت للنور دون دراسة ودون استشارة أي مختص. ولو أن الأموال التي رصدت لهذا المشروع خصصت لتطوير ودعم المستشفيات الحكومية لما وصلنا الى ما نحن عليه. ونلاحظ هنا أن جميع قوانين الحكومة تسلق ويقرها النواب دون تمحيص.